باتت الأحزاب الليبرالية التونسية تتحضر للانتخابات المقبلة، عن طريق تشكيل تحالفات جديدة لمواجهة الأحزاب الإسلاميين التي وصلت إلى الحكم في البلاد. ويقول المراقبون إن المعارضة الليبرالية التونسية لملمت صفوفها، وشكلت ائتلافا جديدا لخوض الانتخابات المقبلة في مواجهة الائتلاف الحاكم الذي تقوده حركة النهضة "الإسلامية" مع كل من حزبي المؤتمر من أجل الجمهورية والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات. الائتلاف المعارض الجديد يتكون من حزب نداء تونس بقيادة رئيس الوزراء السابق الباجي قائد السبسي، والحزب الجمهوري بقيادة مي الجريبي بالإضافة إلى حزب المسار. ويشير المراقبون للوضع الداخلي التونسي أن لهذه الأحزاب نظرة مشتركة لمستقبل تونس، تتمثل في الحفاظ على الجمهورية المدنية والمكاسب التي حصلت عليها المرأة التونسية منذ الجمهورية الأولى. كما تسعى هذه الأحزاب الليبرالية وتحالفها الجديد إلى توحيد الصفوف في جبهة انتخابية قوية لقطع الطريق على حركة النهضة في الانتخابات المقبلة، خاصة أن المعارضة الليبرالية ترى أن الإسلاميين استفادوا من تشتت القوى المدنية خلال الانتخابات الأخيرة، ما سمح لها بالصعود إلى سدة الحكم. كما يسعى الائتلاف الجديد إلى إقناع الجبهة الشعبية التي تضم أكثر من حزب يساري بالانضمام إليه. في هذه الأثناء، تسعى حركة النهضة إلى تمرير قانون من خلال المجلس التأسيسي تحت اسم قانون تحصين الثورة، وهو القانون الذي تعتبره فئات من المعارضة محاولة لإقصاء حزب نداء تونس من المشهد السياسي تحت ذريعة أن زعيمها الباجي قائد السبسي قد انضم في فترة من الفترات إلى التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل. .