بعد أن أغمضت عيون عدساتها التي كانت ترصد المتهورين من السائقين والمتجاوزين لحدود السرعة المعقولة، ها هي أعين "ساهر" تباشر تمركزها في الطرقات الرئيسة لمكةالمكرمة، ذلك بعد تغييب إجباري نظرا لدخول موسم الحج ولعدم الحاجة لوجودها لتكدس السيارات في جميع الطرقات. تعد مكة المنطقة الوحيدة التي تنسحب منها أرتال السيارات التي تحمل كاميرات "ساهر" وتنخفض فيها معدلات رصد السرعات عن أي منطقة أخرى في السعودية، ولتمنح أهل مكة الفرصة لالتقاط الأنفاس والبعد ولو لأيام معدودة عن شبح هذه الكاميرات التي كانت تقبع في مواقع خلفية مترصدة لأي متجاوز لحدود السرعة الرسمية التي وضعتها إدارة المرور في المنطقة. موسم الحج الذي تصطك فيه أرتال المركبات في مكة وتتغير ملامح الطرقات فيها نظرا للخطط التي تضعها إدارة المرور لتنظيم الحركة المرورية فيها ساهم في إبعاد فلاشات ساهر ولو لمدة محدودة. المقدم فوزي الأنصاري, الناطق الإعلامي لمرور العاصمة المقدسة, أكد أن هناك مركبات لنظام ساهر وضعت على مداخل مكة فقط خلال موسم الحج, وأن الطرقات الداخلية للعاصمة المقدسة ونظرا لكثافة المركبات تم سحب مركبات ساهر إلى ما بعد انتهاء الحج, وعودة الانسيابية في طرقات مكة. وأضاف الأنصاري أن نظام ساهر وضع ليس لتصيد المركبات, ولكنه وضع لأهداف سامية وهي المحافظة على الأرواح البشرية, وما الإحصاءات التي خرجت من الإدارة العامة للمرور والتي تؤكد انخفاض معدلات الحوادث المرورية، إلا دليل على مدى الفائدة المرجوة من هذا النظام. وفيما يتعلق بالحيل التي يتخذها بعض سائقي المركبات بطمس اللوحات, أو وضع ملصقات عاكسة, قال الأنصاري: "وضعنا لجنة لمراقبة هذه السلوكيات، فالمركبات التي يتم رصدها بهذا الفعل يتم حجزها وتعرض صاحبها للعقوبات النظامية, وهناك الإدارة المعنية بنظام ساهر تزودنا بالمواقع التي تكثر فيها هذه الحالات من خلال كاميراتها التي ترصد السرعة الزائدة ولكنها لا تسجل أي بيانات نظرا للتحايل من قبل هؤلاء السائقين". الملاحظ أن كاميرات ساهر الثابتة والتي وضعت في الطرقات, طالها نوع من التخريب من قبل العابثين والذين لا يحملون أدنى مسؤولية حول هذه الأفعال, فالكثير منها تم قطع أسلاكه, وطمس عدساته بالبوية، وذلك في محاولة يائسة من قبلهم لتطفيش القائمين على هذا النظام وإلغائه.