في ظل ما تشهده ليالي رمضان من سباق محموم من قبل الأئمة المستأجرين للإمامة في المساجد المنتشرة في المملكة، أفرزت الآونة الأخيرة ظاهرة الصلاة بالليلة مقابل الحصول على مبلغ مادي تحت ذريعة الصدقة، ما دعا وزارة الشؤون الإسلامية إلى التوعد بتطبيق النظام عند ضبط أي إمام من أئمة المساجد والجوامع بتكليف أي شخص غير سعودي للقيام بالإنابة عنه في الإمامة الرسمية. وأشار محمد العتيبي (مواطن) إلى أنه تفاجأ عند صلاته في أحد المساجد بالطائف بإمامة المصلين من وافد يرتل القرآن في صوت حسن وصلى خلفه بخشوع، وعند ذهابه الليلة الأخرى لم يجده، وبسؤاله كشف له القائم على المسجد أنه صلى ليلة واحدة وذهب لمسجد آخر بحثا عن العائد المادي، مشيرا إلى أن هذا استغلال وتربح من خلال الإمامة. وأشار فيصل تركي إلى أن هناك أئمة من إحدى الجاليات المتمركزة في مكةالمكرمة تدر عليهم صلاة التراويح باليومية غلة كبيرة بنهاية الشهر فضلا عن الارتباط الشهري في مسجد واحد، مشيرا إلى أن الليلة قد تصل إلى 300 ريال. أحد الأئمة في حديث مع (الجزيرة أونلاين) أشار إلى أن عمله بالصلاة اليومية جاء بعد خلافه مع الإمام الرسمي في أحد المساجد فتفاجأ فاتصل به فاعل خير ليكون إماما بالليلة ويتحصل على أتعابه نهاية كل صلاة تراويح، نافيا أن يكون هذا العمل متاجرة بالصوت الجميل وإنما يندرج تحت العمل الخيري والصدقات لحاجتهم الماسة. بينما أكد آخر (رفض ذكر اسمه) أن ما يدفع المصلين للبحث عنهم والتعاقد معهم هو حفظهم التام للقرآن الكريم عن ظهر قلب والصوت الشجي بالإضافة إلى التيسير في الصلاة على كبار السن والعجزة، فتكون الصلاة خلفهم مريحة، مشيرا إلى أنهم يتقاضون رواتب كبيرة تصل إلى 12 ألف في بعض المساجد الكبيرة مقابل ليالي رمضان فتكون الليلة الواحدة ب 350 إلى 400 ريال تقريبا. وقد ينيب الامام المتعاقد في إحدى الليالي أحدا غيره بمقابل في حالة تعرض لظرف ما. وكانت إدارة أوقاف الطائف لوّحت بتطبيق النظام عند ضبط أي إمام من أئمة المساجد والجوامع يكلف أي شخص غير سعودي للقيام نيابة عنه في الإمامة الرسمية.