رفع معالي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس أسمى آيات التهاني ةالتبريك لصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بعد تعيينه أميراً لمنطقة مكة حيث قال معاليه "الحمد لله الذي أتمّ على عباده النِّعَم، ووالى عليهم المِنَن، نحمده –سبحانه- بجميع المحامد، ونثني عليه بما هو أهله، فله الحمد كله، وله الشكر كله، وإليه يرجع الأمر كله، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، أما بعد: فإن من فضل الله تعالى على هذه البلاد المباركة أن منَّ عليها بالولاة الميامين، الناشدين الخير، ولمعالي الأمور طامحين، كما منَّ عليها بالأمراء الفضلاء النجباء. ومن تلك الأرومة المباركة، صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز -وفقه الله، والذي أتحفنا خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله ورعاه – بأمر تعيينه أميرا لمنطقة مكةالمكرمة، أفضل البقاع وأقدسها. وبهذه المناسبة المباركة نرفع لسموّه الكريم أصدق عبارات التهنئة، وأسمى معانيها، وأجمل التبريكات، داعين الله أن يوفق سموه ويعينه على أداء الأمانة، وتبعات الثقة، وأن يمده بالتوفيق والتسديد، والعون والتأييد. ونحن جميعا أبناء هذه البلاد نسير في طريق المجد نبني شامخ الحضارات، تحت قيادة حكيمة رشيدة، تُصْلح الدنيا بالدين، معتصمة بحبل الله المتين. بلادي في مراقي المجد تَسْمو وتطوِي الأَعْصُرَ الهوجَ الشِّدَادا رعاها قادةٌ صِيدٌ أُبَاةٌ وكم شَهْم بِمَجْدِهِمُ أَشَادَا أقاموا منهج الإسلام حكما وصانوه نِظَاماً واعتقادا ولاشك أن العمل في خدمة مكةالمكرمة اختيار واصطفاء، وشرف واجتباء، قال تعالى: ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ﴾ فكيف برأس الهرم في خدمة المنطقة. إنه شرف أيما شرف، يرتبط الخلف فيه بالسلف، من السلسلة الذهبية، في إمارة المنطقة الغربية في العهد السعودي الزاهر من أمراء البلد الحرام. وينال اليوم صاحب السمو الملكي الأمير/ مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز –وفقه الله- هذا الشرف الباهر، في وقت تتحول فيه مكةالمكرمة -والمسجد الحرام خاصة- إلى ورشة عمل كبرى في مجال المشروعات التاريخية العملاقة في المسجد الحرام، لاسيما توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بالحرم المكي الشريف، وكذا توسعته المباركة للمطاف ورفع الطاقة الاستيعابية له، والتي ستجد منه -وفقه الله- برعاية والد الجميع خادم الحرمين الشريفين –حفظه الله- كل الدعم والعناية، والاهتمام والرعاية. ويطيب لي باسمي وباسم زملائي أئمة وعلماء الحرم الشريف ومنسوبي الرئاسة كافة أن نهنئ سموه الكريم فائق التهنئة، ونرحب به أميراً مبجلاً، وحاكماً محجلاً، واضعين أيدينا في يده في خدمة الحرم الشريف وقاصديه، ومكة وروادها؛ لتحقق مكةالمكرمة ما تتطلع إليه القيادة الرشيدة من وضعها اللائق بها؛ قبلةً للمسلمين، ومهبطًا للوحي، ومنبعًا للرسالة، ورمزًا للخلود والبقاء، ومنطلقًا للتنمية والإعمار والبناء، وواحةً للأمن والأمان، ومنهجًا في الوسطية والاعتدال، وإبراز قيم الدين ومقومات الحضارة والوحدة الإسلامية الخالدة. وليكمل سموه الكريم ما بدأه سلفه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل من مشروعات التحديث والتطوير، والإنطلاقة من الكعبة المشرفة وإليها في بناء الإنسان، وتنمية المكان، نحو العالم الأول -بإذن الله- وما ذلك على الله بعزيز، ثم على الجهود المباركة والدعم السخي الذي تبذله القيادة الحكيمة لإعمار الحرمين الشريفين، والعناية الفائقة بالمدينتين المقدستين مكةالمكرمة والمدينة المنورة -حرسهما الله-، كما أننا في الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي نتطلع بتفاؤل كبير، وأمل عظيم، وشوق عال، إلى لقاء سموه الكريم وتشريفه لزيارة الرئاسة والاطلاع على جهودها وإنجازاتها، ودعم الجهود لخططها المستقبلية، وبرامجها الخدمية في شتى المجالات، مكررين التهنئة لسموه الكريم، والدعاء الصادق على ما بوأه الله له من هذا الشرف المؤثل، والمجد المؤصل، ولا غرو فهو سليل الأسرة الكريمة والأرومة المباركة من أهل بيت بَرَى ذو العرش فضلَهُم يُبْنى لهم فِي جنان الخلد مُرْتَفقُ كأنَّ آخرَهم في الجودِ أولهم إن الشمائل والأخلاق تَتَّفِقُ ألا فليحفظ الله علينا عقيدتنا، وقيادتنا، وأمننا، وإيماننا، واستقرارنا كما نسأله أن يديم على وطننا الغالي نعمة الإسلام والأمن والأمان، في ظل حكومتنا الرشيدة، وأن يحفظ خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني، ويوفق أميرنا المحبوب مشعل بن عبد الله إلى كل خير ونجاح، وتقدم وفلاح، وأن يأخذ بيده ويجعل التوفيق حليفه دومًا، إنه سميع مجيب. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا. منسوبو الرئاسة عنهم عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس إمام وخطيب المسجد الحرام الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي