يرى كثير من الناس أن النجاح أمر متعلق بالحظ والنصيب ، غير أن الواقع يثبت أن النجاح يكون بتوفيق الله تعالى ، ثم بالأخذ بالأسباب ، والجد والاجتهاد ، والإصرار والمواصلة ، والصبر والمصابرة ، والتضحية بالغالي والنفيس ، فالنجاح صناعة ذاتية يُبدع في إنتاجه الناجحون أنفسهم ؛ لأن الهمَّة التي يتمتع بها هؤلاء الأشخاص تُميِّزهم عن الآخرين بحدودٍ تضمن تقدمهم واستمرارهم في صناعةِ ذاتِهم واجتهادهم ، فالإنجاز يبدأ بتحقيق الهدف ، وتحقيق الهدف يبدأ بقرار ، وصنع القرار يبدأ بخطوة ، تقدم عليها وأبدأها الآن ، فالنجاح يبدأ من داخلك أنت؟ ، طموحك الذي ليس له حدود ، رغبتك في تغيير وضعك الحالي إلى وضع أفضل ، الملل من الروتين وعدم وجود الجديد ، بحثك عن الاستقلال المالي ، نفسك التواقة للأكثر ، كلها أسباب تجعلك تصنع قصة نجاحك الخاصة ، اقترب ممن يفتحون في روحك نوافذ النور ، ويقولون لك أنه بوسعك أن تضيء العالم ، فإذا توافرت الهمة ؛ فإن النجاح حليف لصاحبها ، فالطموح كنزٌ لا يفنى، واعمل بأسرار النجاح ، أشعل رغبتك الداخلية بتحسين حياتك ، وخصص وقت يومياً لإتقان حرفة أو مهارة ، وزد من محفزاتك اليومية ، ومتابعة الناجحين أو قراءة كتبهم ، وخذ قسطاً من الراحة لكن لا تستسلم ، ولا تؤجل أي عمل من الآن ، اصنع مستقبلك وفرص النجاح بنفسك ولا تنتظر أحدًا ، وإن لم تجد باباً يفتح لك فأصنع أنت الباب لنفسك ولمستقبلك ، وإذا كنت تريد تحقيق النجاح ثق بالله ، ثم بنفسك وقدر ذاتك ، وتجاهل من يقول هذا صعب ، وهذا مستحيل ، فالثقة بالله هي عين النجاح وعقليه العظماء ، وابتعد عن الأفكار والمشاعر السلبية ، ولا تسمح للقلق والخوف والتوتر أن يسيطر على حياتك، ولا تقع فريسة للضغط النفسي ، واعترف بقدراتك وإمكانياتك التي وهبك الله إياها ، ولا تؤجل ولا تسوف في الوصول إلى النجاح ، وواجه نفسك بهذا السؤال: إن لم يكن الآن فمتى؟ ، العمر يجري ، ونهايته في أي لحظة ، أغرس زرعك وكن إيجابياً ، تفعل الخير وتحرص عليه ، وتقدم لحياتك النجاحات والإنجازات، فالصبر على الشدائد ، مهارة تستحق التقدير ، صبرك دائماً هو بمثابة الحِلمْ منك ، لا يعني الضعف وقلة الحيلة!! وتذكر دائماً أن مع العسر يسرا ، وأن الفرج يأتي بعد الضيق ، والنجاح يأتي بعد الفشل، فلا يوجد نجاح بدون تعب ونصب ، بل لكل نجاح ضريبة ، ولا بد من دفع الثمن ، فالله أمرنا بإحسان وإتقان العمل ، ورتب الأجر والثواب على ذلك قال تعالى: (إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً ). الكهف:30 فالنجاح لمن يجتهد ويتعب ، والحياة لا تعترف بالحظ ، إنما بالعمل ، فإذا كنت تريد النجاح وتحقيق الفوز لا بد أن تعمل بجد ، اصنع نجاحك وكن مستعداً للفرصة التي تأتيك، وفي طريق النجاح لا يكفي أن تكون على قيد الحياة ، يجب أن تكون على قيد الأمل والتفاؤل ، وعلى قيد حلم سيتحقق لك في يوم من الأيام. يقول ونستون تشرشل: النجاح أن تنتقل من فشل إلى فشل ، بدون أن تفقد حماسك.