كثيراً ما نسمعهم يقولون: حاش وانحاش فحاش يحوش ، حوشاً وحاش الدواب : أي جمعها وساقها. وانْحَاشَ فلان عن القوم بمعنى فر منهم وابْتَعَد عنهم، فهو منحاش، وتشيع هذه الكلمة على ألسنة العامَّة، ومع ذلك فهي ليست عاميَّة، بل هي عربيَّة صحيحة كما في المعاجم اللغويَّة، وهي مشتركة بين العاميَّة والفصحى في الاستعمال اللغويّ. وعندما نرجع إلى عنوان المقال ونطبقه على كل من أقسم على خدمة دينه ومليكه ووطنه ثم يخون ما أقسم عليه ويتلاعب بمقدرات الوطن وخيراته وينحاش هارباً فإننا سنكتشف بذهول ما تظهره تلك القلوب السوداء من خبث ومكر حبث يتبدل ولاؤهم الوهمي إلى خيانة وجحود و نكران للوطن الذي نهلوا من خيراته في صغرهم ثم نهبوا مقدراته في كبرهم . فالخيانة تاريخ أسود والخائن يظل موسوماً بالعار والفضيحة لأن خيانة الوطن جريمة لا تسقط بالهروب ولا يفلت الخائن بخيانته فحتى بعد عقابه سيسجل التاريخ الخونة ويحتفظ بأسمائهم في ذاكرته فالخيانة صفة نكرة لمن خان الأمانة والعهد وهي جريمة بشعة تلاحق صاحبها، أينما حل وارتحل ووصمة عار تبقى على جبين تاريخ الإنسانية فمن يختلس مقدرات الوطن ويبيعه ويتأمر عليه إنما هو في ضلال مبين وعمل مشين. إن مسلسل الفساد كبير جداً وحلقاته ممتدة، فكل الفاسدين جرمهم واحد مهما اختلفت طرقهم خصوصاً إذا كان سلاح فسادهم موجهاً نحو الوطن، وهو بلا شك خيانة ونكران للجميل ويعارض جميع أساسيات وابجديات المواطنة الحقيقية. وخزة قلم: لا تنظر لحجم جرمك بحق الوطن، ولاتقارن نفسك بمن اختلس أو أهدر المليارات والملايين من الأموال العامة، بل انظر إلى ذلك العهد الذي قطعت وإلى القسم الذي خُنت!!