اجتاحت العالم شرقه وغربه، المتقدم منه والنامي، موجة عارمة من الخوف والهلع بعد انتشار جائحة كورونا التي جعلت العالم يغلي على صفيح ساخن في شتى المجالات . وقد بدأ العالم منذ ظهور هذا الوباء في البحث عن طوق نجاة يتشبثون به لحمايتهم بعد الله عز وجل من الفيروس وذلك من خلال إيجاد علاج أو لقاح ينقذ الأرواح التي تتساقط يوميًا في جميع دول العالم في مناظر مأساوية دون أن يفرق بين صغير أو كبير . فتسابقت مختبرات علمية عدة حول العالم، بهدف إيجاد لقاح يتيح تطويق فيروس كورونا الذي جعل العالم يعيش حالة من الخوف الشديد قياسًا إلى عدد الوفيات والعدد المتزايد من الإصابات الذي فاق كل التوقعات. ولكن رغم ذلك فقد كان هذا الفيروس حافزاً ودافعاً أيضاً لمراكز الأبحاث وشركات الأدوية في كل دول العالم حيث سعت هذه المراكز منذ انطلاق الجائحة إلى البحث والتقصي عن سلالة هذا الفيروس ومحاولة إيجاد علاج ناجع له يساعد البشرية على القضاء عليه ،و بدأت الأخبار تتوالى من هنا وهناك عن أدوية ولقاحات مختلفة إلا أنها كانت مجرد محاولات كانت تصطدم بقوة نشاط هذا الفيروس وسرعة تغييره لجيناته. ثم تسارعت الأحداث بعد وصول جائحة كورونا إلى مستويات حرجة فتحوّل إيجاد لقاح مضاد لهذا الفيروس إلى أمر حيوي لأجل إنقاذ العالم من أزمة إنسانية لم تحدث منذ أجيال فأعلنت عدة مختبرات أنها تسير في الاتجاه الصحيح لإيجاد اللقاح. وها نحن نستبشر بما أعلنته وزارة الصحة من أخبار سارة حول دواء ( الديكساميثازون) وهو علاج من عائلة الكورتيزونات ليكون ضمن البرتوكول العلاجي لحالات كوفيد 19 المنومة في المستشفيات والذي اثبت قدرته بإذن الله تعالى على تشافي الحالات الحرجة بشكل كبير وكلنا أمل أن يكون هذا الدواء نهاية لهذا الداء . ولا شك أننا في هذه الحياة نتعلم من التجارب والصدمات التي تجعل من عقولنا أكثر اتزاناً، لنقاوم الأمراض والأوبئة التي تصادفنا لذلك فسبيلنا الوحيد للبقاء على هذا الكوكب هو الصمود والكفاح والسعي إلى تجربة هذا اللقاح فإن الله ما أنزل داء إلا وأنزل معه دواء علمه من علمه وجهله من جهله ثم ستتحقق الآمال وسترجع لنا سعادتنا في الحياة وسنكون قد حصلنا على الأمل بعد الألم كما يجب أن نعمل جميعنا على نشر رسائل الأمل والتفاؤل والإيجابية، كعامل وقائي مهما تعددت الأمراض ومهما انتشرت الفيروسات فالمرض محنة والأمل منحة .