يقول جبران خليل جبران :( للرجلِ العظيم قلبان: قلبٌ يتأمَّل ، وقلبٌ يتألَّم). بمعنى أنَّ للعقل قلبٌ ، وهذا القلب يتأمَّل. قال تعالى:( ومن يُؤْمِنْ باللهِ يهدِ قلْبه ، واللهُ بِكُلِّ شيئً عليم ). بمعنى أنَّ للقلبِ عقل ، وهذا العقل يتألم. وفي قولهِ تعالى:( ألا بِذكر الله تطمئن القلوب) ، نجد أنَّ القلوب لا العقول ، هِيَ التي تطمئن بذكر الله. كذلك أعداؤنا ، نحسبُ عُقولهم بلا قلوب، بينما الصحيح قُلوبهم بلا عقول ؛ لأنهم قومٌ لا يعقلون ، هذا قول الله في القران الكريم :( تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتَّى ، ذلك بأنهم قومٌ لا يعقلون). فالظاهر لنا ، أنَّ عقولهم بلا قلب ، ولو كانت بقلب ؛ لاتحدوا ضدَّنا! البصيرةُ تكمنُ في القلب لا العقل ؛ لأنَّ كُلَّ قُوَّةٍ لا يكون مبعثها القلب ؛ تكون ضعفاً !! يقول الفيلسوف [كانت] :( إذا كان على القلب توجيه أسئلة ، فعلى العقل الرَّد عليها) ، في إشارة واضحة بأن عقل القلب هو الذي سيرُد. الأبُ يتعامل مع أبنائه بقلب العقل ، بينما الأمُّ تتعامل مع أبنائها بِعقل القلب ، وهذا دليلٌ على أنَّ للأُمِّ قلبان { عقل القلب ، وقلب العقل}، وللأبِ قلبٌ واحد ، كما قال ميخائيل نعيمة.. وهذا دليلٌ قاطع ، على أنَّ القلب قد يمنحُ عقلاً ، غيرَ أنَّ العقل لم يمنحُ قلباً!! يقول طارق بن زياد:( قلبُ الأحمق في فيهِ ، ولسانُ العاقل في قلبه)، واتَّفقَ معه في ذلك [ميخائيل نعيمة] ، حينما قال:( قلبُ الساذجِ في عينيه)!! والسؤال الذي من الممكن طرحهُ في هذا السياق ، هو : أينَ يقع قلبُ رجلُ الدولة ؟! ويجيب على هذا التساؤل ؛ نابليون ، حينما قال:( قلبُ رجُل الدولة يجب أنْ يكون في رأسه) ، وهذا تأكيد على أنَّ قلب العقل أولى من عقل القلب!!