رغم أن منظمة الصحة العالمية قد صنفت فيروس كوفيد-19 أو كورونا 2، في 11 مارس 2020م، على أنه (جائحة) إلا أنه من الناحية النفسية والصحية لا أفضل تداول مصطلح جائحة مع هذا المرض، أولاً للتخفيف من وقعه الكبير على النفس، فكلمة جائحة تعني في قاموس المعاني العربية بلية، تهلكة، داهية ومن الأفضل تداول مصطلح أزمة كونها أخف وطأةً على النفس، فكم هي مريحة عبارة "أزمة وتعدي" فالأزمة تعني الشدة، الضيق، المشكلة، وثانياً من جانب إحصائي فلا أعتقد أن إحصائيات المصابين والمتوفين بسبب هذا المرض على المستوى العالمي أو على مستوى الدول، قد وصلت إلى درجة الجائحة وذلك لأن عدد سكان العالم حتى عام 2020م قد بلغ ثمانية مليار نسمة تقريباً في حين المصابين بالمرض عالمياً قد بلغ مليون ونصف تقريباً أما عدد المتوفين منه عالمياً قد بلغ مائة الف تقريباً، وفي السعودية بلغ عدد السكان أربعة وثلاثين مليون نسمة تقريباً بينما عدد المصابين بالمرض وصل إلى ثلاثة آلاف وستمائة مصاب فقط وعدد الوفيات سبعة وأربعين متوفي، فالبون شاسع وضئيل بين عدد السكان وبين عدد المصابين والمتوفين سواءً عالمياً أو في السعودية، لذلك أفضل تداول مصطلح أزمة لأنها لم ترقَ لدرجة الجائحة وفقاً للمقارنة الإحصائية السابقة، فشتان بين العددين. صحيح أن الاحترازات الوقائية مطلوبة جداً ومن أهمها التباعد الاجتماعي خشية من تزايد الحالات ولا تهوين في ذلك، ولكن في المقابل نجد أن التضخيم والتهويل يزيد من نسبة القلق والخوف لدى الفرد مما يضعف من مناعته ويصبح أكثر عرضة للمرض، لذلك فإن الرعاية التلطيفية مع هذه الحالات مطلوبة للتخفيف على المرضى المصابين بالفيروس ودعماً لعلاجهم، وأيضاً للتخفيف على الأصحاء كجانب وقائي لهم.