يبدو أن الإبداع الفني والأدبي ينحاز للرجال بشكل لافت أكثر من المرأة - ولا أقول هذا الكلام تحيزاً للجنس الخشن فقد تعرض غير واحد لهذه الفكرةومنهم الدكتور عبد الله الغذامي في كتابه المرأة واللغة بشكل مفصّل ، واستدل على ذلك بقصة ألف ليلة وليلة - وهي نتاج أدبي نسوي بحت - تخاطب فيه المرأةالرجل ولا تخاطب المرأة ؛ فالمرأة في أدبها وفي نتاجها الإبداعي - عموماً - تخاطب الرجل وتحاكيه أيضاً ، وترتدي عباءته الأدبية والفنية تأثراً به. والتنافس بين الرجل والمرأة في هذا الفضاء الرحب غالباً ما ينتهي بانتصار الرجل، ولديّ دليل بسيط على هذه الفكرة - التي أجزم أنها لا تروق للنساء - وهو فنالكاريكاتير النسائي. لو سألت أي رجل أو امرأة عن اسم أو اسمين لرسامي الكاريكاتير في العالم كله أو في عالمنا العربي تحديداً - فحسب ثقافتي المتواضعة - أن الجميع سيذكرأسماء رجال فقط!! وفي عالمنا العربي هناك أسماء بارزة لرسامي كاريكاتير مشهورين من الرجال أمثال مصطفى حسين، محمود كحيل، ناجي العلي عبدالسلام الهليل ، الخنيفروعلي الخرجي وغيرهم كثير ، ولا أتذكر في هذا المجال اسماً نسائياً عربياً واحداً لرسامات الكاريكاتير رغم وجود النزر القليل منهن ، فهل سمعتم بهذه الأسماءمن قبل ؟ حنان النخيلان، سارة النومس، منى الناصر، فرح مطر، زينب دشتي، منى التميمي، دلال المطوع ، صفا تقي ، وكلهن من الكويت ، ومن قطر هناك فاطمةالنصف و من السعودية منال محمد ، وآمنة الحمادي من الإمارات . وفي مجتمعنا الخليجي والسعودي تحديداً أجادت المرأة دور الكتابة الأدبية والصحفية بإتقان، وأفرز المجتمع الصحفي أسماء نسائية لامعة فرضت نفسها بقوةفي مجال الإبداع فالمرأة عندنا قادرة على الكتابة وعلى النقد , وفي المقابل نجد انتعاشاً حقيقياً للفن التشكيلي النسائي - على سبيل المثال وأبدعت المرأةفي مجال الرسم , ورغم ذلك عجزت عن إثبات شخصيتها الفنية في مجال رسم الكاريكاتير بشكل ملحوظ في العالم العربي كله وليس في المملكة والخليج فقطحتى لا ينصرف الذهن إلى تأثير العادات والتقاليد. ورغم توافر أدوات الرسم والكتابة الفنية لدى المرأة , إلا أنها أضحت عاجزة عن مقارعة الرجال في هذا المجال. وهذا ما يولد تساؤلات كثيرة عن هذا الغيابالنسوي في عالم الكاريكاتير والذي يتطلب درجة ً من السخرية والنقد اللاذع والفكرة المركزة وجوامع الكلم . فهل يعني ذلك أن الإبداع حكر على الرجال دونالنساء - في مجال الكاريكاتير؟! وأين الكاريكاتير النسائي في صحافتنا المحلية؟ وما سر غيابه طوال هذه السنين ؟! اترك الإجابة لكم أو لكن . ولعل الإجابة تكون مستفزةً للمرأة لأن تثبت وجودها كرسامة كاريكاتير، والأمر لا يتطلب منها سوى فكرة ساخرة ، ورسم جيد ومعبّر, ونقد لاذع ، وقبل ذلك ثقافةتفوق ثقافة الرجل!!