شهد مساء الأربعاء 1441/3/9ه ، لقاءً سردياً نظمه نادي مكة الثقافي الأدبي ، ضمن فعاليات جماعة فضاءات السرد ، مع القاصين : الأستاذ عبدالله ساعد المالكي ، والأستاذة فاطمة الغامدي ، قدّم القراءة النقدية فيه الأستاذة سميرة الزهراني ، وأدارته الدكتورة ابتسام علي الصبحي . وقد عبّر المشاركون بهذا اللقاء ، في بداية حديثهم عن شكرهم لنادي مكة الثقافي الأدبي ، ولرئيسه سعادة الأستاذ الدكتور حامد بن صالح الربيعي ، على اهتمامه بمختلف فنون الأدب السعودي ، وإقامة فعاليات تحتفي به تشجيعاً وعرضاً ، رؤية ونقداً.. إضاءة: شمل اللقاء قراءات للقاصين المشاركين ، من مجموعاتهما القصصية ، في جولات بدأت بقصة تقاسيم مفجعة ، لعبدالله ساعد ، وقصة أين كنت؟ لفاطمة الغامدي .. واستمرت لأكثر من ساعة .. بعدها قدمت الأستاذة سميرة الزهراني ورقتها النقدية ، التي بدأت بالتأكيد على شيوع فن القصة ، باعتباره فناً سردياً ممتعاً، فيه يتجلى الفعل البشري والدروس الحياتية .. وقد يكون طريق الحكاية أجمل من الوصول إلى نهايتها .. وتناولت الناقدة الزهراني في ورقتها محورين : الأول حول طبيعة القصص التي تمّ تقديمها في اللقاء ، حيث أشارت إلى تنوع طرائق القصص لدى القاصين ، وخلوها من الأسماء وربما من المفارقات ، وتجلي الصورة الشعرية الفنية في كثير من القصص ، وهي تجسد معاناة القاص من خلال مفهوم الغربة ، مع ارتباط وثيق بالبيئة .. واسترسلت الأستاذة سميرة الزهراني في ورقتها بالحديث عن (السيرة الذاتية في القصة القصيرة تعريفاً، وتقويماً ، واستشهاداً.. لتنتهي إلى السؤال المفصلي : هل يمكن أن تكون مجاميع القصص التي قرأ منها عبدالله ساعد وفاطمة الغامدي ، من السير الذاتية؟. رؤى نقدية : وكان لعدد من الحاضرين لهذا اللقاء رؤى نقدية ، حيث عقب أولاً الدكتور عبدالعزيز الطلحي منبهاً على تعدد الأخطاء النحوية لدى القاصين ، وأشار إلى ظاهرة الموت والغربة لدى القاص عبدالله ساعد ، وظاهرة الغربة لدى فاطمة الغامدي ، واصفاً لما في إحدى قصصها بغربة الغرباء ، مع التصاق أكبر لقصصها في الحياة .. وتحدث عن بعض المفاهيم اللغوية وأبدى إعجابه ببعض عبارات القاصين .. وأكدت الأستاذة بسمة القثامي في تعقيبها على اللغة المكتسبة من البيئة في النصوص القصصية وخاصة عند المالكي ، وأوردت ملاحظات على طبيعة السرد لدى القاصة الغامدي .. وأوضحت مديرة اللقاء الدكتورة ابتسام الصبحي أن الاشتغال النقدي للمعطى السردي ليس سهلاً، وأن مكامن الجمال لا يمكن اكتشافها في عجالة .. وأبدت بعض الفروق فيما تمّ تقديمه ، حيث اختلف توجه القاص عن توجّه القاصة ، وكان لدى فاطمة الغامدي صور شعرية ، في حين حفلت قصص عبدالله ساعد بالطاقة الإيحائية المعبرة عن التجربة الشخصية .. ونوّه الدكتور يوسف العارف ، في تعقيبه بتنظيم أدبي مكة لهذا اللقاء ، وبما قدمه فرسانه .. وأثار إشكالية قراءة القصة ، أو إلقائها .. مؤكداً أن القراءة المنبرية تحتاج إلى جهد كبير ، وأننا نفتقد جماليات القصة حين نغيّب لغة الجسد ، ولا يتحول قارئ القصة إلى ممثل .. وأبدت الأستاذة مر يم خضر الزهراني إعجابها بما تم تقديمه بالأمسية .. في حين فضل الأستاذ مشهور الحارثي أن تكون القراءة النقدية أكثر تركيزاً ، منبهاً للمجالات التي يمكن للقصة أن تنفتح عليها كالمسرح والسينما .. وانتهى اللقاء بتكريم المشاركين فيه .