شهد ما يزيد عن 60 ألفًا من أهالي عسير احتفالات المنطقة باليوم الوطني 89، حيث احتشدوا في طريق الحزام الدائري بأبها، مقر الفعاليات التي أقيمت للاحتفاء بأسر أهالي أبطال الحد الجنوبي، وتكريم الرواد أصحاب الإنجازات من أبناء المنطقة. وتوشحت مدينة أبها اليوم الأحد باللون الأخضر، حيث ارتفعت رايات التوحيد في الطرقات والميادين، ممزوجة بالألوان والإضاءات، ومع انطلاق الفعاليات بسماع دوي المدفعية بدأت ملامح يوم عسير للاحتفال بالوطن تتشكل في معرض الوفاء والعزة والانتماء للوطن. وعكست الفعاليات قيم الاعتزاز والفخر بالوطن، وبالأبطال المرابطين على الحد الجنوبي، تثميناً لتضحياتهم الغالية، وذلك في إطار استعراضي ترجم المشاعر الوطنية الراسخة في قلوب جميع أطياف المجتمع، وتجسيدًا لمعاني التضحية والصمود، وأعلى درجات الجاهزية والاستعداد ممزوجة بمواصلة مسيرة التنمية والتطور. بدأ الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم بصوت إبن عسير القارئ حاتم عبد الله آل رايزة، الحاصل على المركز الأول في المسابقة الدولية لحفظ القرآن كاملاً، لتبدأ بعدها أولى تفاصيل يوم سيظل طويلاً عالقًا في وجدان أهالي عسير، لينطلق بعد ذلك سرب من طائرات القوات الجوية ليقدم تشكيلات استعراضية بمشاركة 12 طائرة حلق بها في سماء أبها 27 طياراً سعودياً من أفضل طياري العالم. ومن خلال شاشات عرض عملاقة، شاهد جموع الحاضرين عرضًا لفيلم قوات مشاة البحرية، الذين تحركوا من جزيرة “كدنبل” على الساحل، مروراً بدرب عسير التاريخي ابتداءا من جزيرة كدمبل، ومع انتهاء مشاهد الفيلم وصلت طلائع قوات المارينز وأبطال القوات المسلحة لمكان الاحتفال بمدينة أبها، في لحظات مؤثرة تفاعل معها الحضور بالهتاف والتلويح بأعلام المملكة. وجاءت مشاركة قوات مشاة البحرية بمثابة إشارة الانطلاق لبدء العرض العسكري، الذي شهد مشاركة ما يزيد عن 2000 مقاتل من أبطال القوات المسلحة من قوات جوية وقوات خاصة وفرق المشاة. ومع انتهاء المسيرة العسكرية، جاءت مسيرة شعبية ضخمة لتؤكد على رسوخ قيم الترابط والتلاحم بين الأهالي وقواتهم المسلحة، حيث تقدم المسيرة الشعبية رموز القبائل ومحافظو المناطق والشيوخ والأعيان، بالإضافة إلى الرواد من أبناء منطقة عسير في جميع المجالات التي شملت المحاربين القدامى، والأندية الرياضية، كما شهد الحفل مسيرة استعراضية للدراجات النارية وأخرى للسيارات الكلاسيكية. و شملت الاحتفالات كرنفالات شعبية وثقافية مختلفة تميزت بالتنوع الفني والفلكلوري، توزعت على 6 منصات بمسارح فردت فناءها لاستعراض الموروث الفني والثقافي لمنطقة عسير، حيث شارك مجموعة من أطفال المدارس في فقرة استعراضية راقصة على أنغام أغنية وطنية بعنوان “إلّا تقدر” بصوت الفنان راشد الماجد ، كما تم عرض فيلم وثائقي يستعرض حياة الجنود على الحد الجنوبي بعنوان “يوم على الحد”، حيث تابع الحضور مشاهد تحاكي واقع الحياة اليومية لأبطالنا على الحد الجنوبي. كما تفاعل الجمهور مع مجموعة من الرقصات الشعبية على أنغام أبرز الفرق الفلكلورية بمنطقة عسير، تمازجت مع الأجواء الفنية الموزعة على كافة مناطق الاحتفال، ليختتم اليوم فقراته بعرض استثنائي للألعاب النارية عانقت فيه سماء أبها هامات العزة والفخر لأهالي عسير مع أبنائهم من أبطال الحد الجنوبي.