أطلقت أمانة منطقة عسير وبلدية خميس مشيط مبادرة “حديقتي مسؤوليتي”؛ بهدف الحفاظ على الحدائق والمرافق العامة، وتعزيز مبدأ الحفاظ عليها وصيانتها، وتشجيع المجتمع على التفاعل مع الخطط الرامية إلى تحفيز فئات المجتمع كافة للتعامل الإيجابي مع الحدائق والمسطحات الخضراء. وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للمواطنة مع مجموعة من الأطفال خلال تنظيف الحديقة المجاورة لمنزلها، حيث أوضحت اهتمامها بتنظيف الحديقة، وجمع النفايات التي تركها بعض المرتادين. وأشارت إلى أنها عمدت إلى نشر ذلك التسجيل، ليس من باب التظاهر وحب الشهرة، وإنما بهدف حث الآخرين على عدم رمي المخلفات والنفايات في الحديقة. وبمجرد نشر الفيديو، سارع أمين منطقة عسير د. وليد الحميدي، ورئيس بلدية خميس مشيط د. مسفر الوادعي إلى تكريم المواطنة شريفة القحطاني؛ لحث الآخرين على أن يحذوا حذوها في الاهتمام بهذه المرافق الحيوية التي تم إنشاؤها في الأصل لتكون متنفساً للعائلات والأطفال، وأماكن لقضاء فترات من الترويح، وكذلك للتأكيد على قيم المشاركة المجتمعية في الاهتمام بهذه الأماكن؛ لتعزيز المشاركة بين فئات المجتمع كافة، وأن يشعر الجميع بأن هذه الحدائق ملكية عامة لهم، ينبغي الحرص على نظافتها وحمايتها من المظاهر السالبة التي قد تبدر من البعض، لا سيما رمي المخلفات في الممرات وفوق المساحات الخضراء. أشارت شريفة القحطاني إلى أن قيامها بمبادرتها نتج بصورة عفوية، وكان دافعه الاهتمام بالحديقة المجاورة لمنزلها؛ لقناعتها بأن المواطن هو المستفيد الأول من تلك الحدائق، وأن الواجب الوطني والمجتمعي يحتم عليها وعلى الآخرين الإسهام في حمايتها والمحافظة عليها؛ لضمان ديمومتها، وزيادة الاستفادة منها. وأضافت أنها أثناء نظافة الحديقة فكرت في كيفية تعميم الفكرة، ونشر ذلك المفهوم بين الجميع، حتى تنعم كل الحدائق والمسطحات الخضراء باهتمام مماثل، لذلك قامت بتصوير العمل ونشره على مواقع التواصل الاجتماعي. وتابعت قائلة إنها فوجئت بحجم التفاعل الكبير مع مبادرتها، مما يؤكد أن المجتمع على أهبة الاستعداد للمشاركة في مثل تلك الأنشطة والفعاليات، مؤكدة أن مجتمعنا السعودي عامر -ولله الحمد- بكفاءات وطنية نشطة، وعلى أهبة الاستعداد للقيام بكل ما يعود على المجتمع بالنفع، وأنه يمكن بقليل من التنظيم والتنسيق الاستفادة من تلك الطاقات الكبيرة في برامج مماثلة. من جهته أكد أمين منطقة عسير الدكتور وليد الحميدي أن الأمانة حرصت على تكريم المواطنة شريفة القحطاني؛ تقديراً لفكرتها الرائدة، وتثميناً لحس المواطنة الحق الذي تتمتع به، كما هدفت الأمانة إلى تشجيع الأفكار الإيجابية التي تعود بالنفع على المجتمع ككل. وقال: “مع أن المبادرة بسيطة في فكرتها، إلا أنها تحمل دلالات عميقة ومفاهيم راقية، تمثلت في قيام هذه المواطنة الصالحة بحشد مجموعة من الأطفال، وتوجيه طاقاتهم نحو هدف متحضر، وهو الإسهام في تنظيف إحدى الحدائق العامة، لا سيما وأن النظافة مبدأ إسلامي أصيل، نحرص في مجتمعنا السعودي على تأصيله وغرسه كسلوك في نفوس الجميع. وقال: إن هذه المبادرة تعد ترجمة حية لمخرجات رؤية المملكة 2030، التي نصّت صراحة على ضرورة تفجير طاقات كل أفراد المجتمع، وتسخيرها نحو تحقيق المصلحة العامة، إضافة إلى إعلاء الروح الوطنية بين المواطنين”. أضاف “الحميدي” أن الأمانة أولت عناية خاصة بتكريم الأطفال الذين شاركوا في تلك المبادرة، حيث تم توزيع هدايا عليهم، حتى تكون دافعاً لغيرهم من زملائهم كي يحذو حذوهم. وأكد أن الأعمال الطوعية والعمل العام، هما من المبادئ السامية التي ينبغي غرسها في نفوس الأطفال والناشئة، حتى نضمن قيام أجيال جديدة، تمتلك الحس الوطني والشعور بروح المسؤولية، وبذلك نتخلص من روح اللامبالاة وحالة السلبية التي توجد للأسف الشديد لدى البعض، حيث لا يبالون بتصرفاتهم، ويقوم بعضهم برمي المخلفات والنفايات في الطرقات والممرات. ولفت إلى أن الأمانة سوف تواصل تشجيع هذه المبادرات الرائدة، ومد حبال التواصل مع كل شرائح المجتمع، والعمل على ابتكار مبادرات مماثلة، تسهم في تطور المجتمعات إلى الأفضل بإذن الله، مضيفاً أن الأمانة تضع إمكاناتها ومقدراتها كافة، للوصول إلى تلك الأهداف السامية. أشاد رئيس بلدية خميس مشيط الدكتور مسفر الوادعي، بالمبادرة التي قامت بها المواطنة شريفة القحطاني، مشيراً إلى أنها ملمح إيجابي، لذلك سارعت البلدية إلى انتهاز هذه الفرصة لتعميق وتعزيز ثقافة الجمهور حول أسلوب التعامل الأمثل مع الحدائق والمسطحات الخضراء؛ لما لها من أثر كبير في تقديم صورة حضارية متقدمة عن المنطقة التي تعتمد بشكل كبير على السياحة الداخلية. وأضاف أن ذلك التكريم يأتي انطلاقاً من إيماننا التام بأهمية الشراكة المجتمعية والعمل الطوعي في رفع مستوى الوعي لدى المواطنين، لذلك سارعت إلى دعم المبادرة. وتابع: الاهتمام برفع مستوى الوعي البيئي يأتي في مقدمة الأهداف التي نحرص على ترسيخها لرفع مستوى الوعي البيئي، والتأكيد على مضاعفة التصرفات والسلوكيات الإيجابية فيما يتعلق بالمحافظة على نظافة الحدائق ومكوناتها وعناصرها الطبيعية والمزروعات والأشجار، وإرشاد رواد الحدائق إلى الأساليب المثلى للتخلص من النفايات، بالصورة التي لا تحرم الآخرين من التمتع بتلك المنافذ التي أنشئت أساسا للترفيه وقضاء أوقات ممتعة. وقال “الوادعي”: إن حماية البيئة ليست مسؤولية تقع على عاتق السلطات الرسمية فقط، بل لا بد من مشاركة المجتمع فيها بصورة فاعلة، بحيث تصبح مهمة مشتركة يسهم فيها كل المواطنين والمقيمين. وأشار إلى أن الهدف من تلك المبادرة وتكريم المواطنة شريفة القحطاني، ومجموعة الأطفال الذين شاركوا معها هو رفع الوعي لدى الجمهور بأهمية الحفاظ على نظافة الأماكن العامة، لاسيما الحدائق والمتنزهات؛ للوصول إلى هدف رئيسي يتمثل في المحافظة على صحة البيئة، وهو الهدف الذي أصبح مطلباً تسعى إليه كل المجتمعات المتحضرة.