نعيش غدا ذكرى الاحتفال باليوم الوطني لتأسيس المملكة العربية السعودية، أرض الخير والعطاء والأمن ومد يد العون للمحتاج، ذكرى غالية على الكبير والصغير، والرجال والنساء يرون فيها صولات وجولات وبطولات القائد والمؤسس الملك عبدالعزيز -يرحمه الله-، ذكرى التوحيد وتلاحم الوطن والمواطنين، قارة كبرى وحدها رجل مع مجموعة رجال بكلمة "لا إله إلا الله محمد رسوله" على صهوات الخيل وظهور الإبل، ما أجملها من ذكرى وما أروع أن نعيشها بقوة وفخر وأمن ورخاء، وقراءة لصفحات الماضي الجميل والواقع السعيد والمستقبل المشرق بحول الله، والنهضة المستمرة والحزم الذي لا يتوقف لردع الأعداء. رحل المؤسس والوطن في أيدٍ أمينة وقيادة رجال أوفياء حتى أصبح لأرض الحرمين الشريفين في كل مجال ريادة والمحافل العالمية حضور وتأثير ومكانة وشموخ، وهذا بفضل من الله ثم المضي على وصية ونهج الملك الصالح عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، بعدما كانت الجزيرة العربية تعيش ظروفاً سيئة، تصبح على القتل وتمسي على السلب والنهب وتتحكم بها الطائفية والعنصرية والعادات والتقاليد السيئة ولكنها بمجرد حضوره واستعانته بالله ثم برجاله الأوفياء زالت كل المخاطر وتوحدت صفوف الوطن وبدأت شمس الأمن وعيشة الإنسان بكرامة تشرق على كل شبر من هذه الأرض الطاهرة، وسار على ذلك أبناؤه الملوك رحم الله الأموات وحفظ لنا الملك سلمان. ما أروعك أيها الوطن وأنت تعيش بثبات وتمضي بثقة وتنمو بسرعة وتخطيط وتصبح من أهم الدول المؤثرة بالعالم، قولاً وفعلاً في مختلف المجالات. عندما نتحدث عن أهم مرتكز في أي دولة بالعالم فهو الأمن، فالمملكة العربية السعودية كل أيامها أعياد وطمأنينة وهدوء ورخاء، وعندما نفتح صفحات علاقة الحاكم بالمواطن فالتلاحم والفخر والثقة تعم الجميع، وعندما نتكلم عن النهضة الرياضية فالكثير يغبطنا على الإنجازات ودعم الدولة للمنتخبات والأندية والحكام والمدربين والإداريين وتحفيزهم نحو النجاح، وعندما نصل إلى النهضة الشاملة فإشراقة كل يوم تبشرنا بأن الوطن يمضي قدماً بلا عراقيل ومنغصات نحو تنمية ينعم بها شعبه. المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- لم يترك لنا وطناً تحفه المخاطر والعنصرية والطائفية، إنما ترك لنا واحة من الأمن والاستقرار والتماسك والنمو والالتفاف بأيدٍ أمينة منذ عهد الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله رحمهم الله والآن عهد سلمان الحزم، وعلينا أن نكون أوفياء للعبقري والقائد العالمي الكبير الملك عبدالعزيز بالحفاظ على أرضنا وطاعة ولي أمرنا سلمان الحزم وفقه الله، فالوطن كلمة واحدة ولكنه مساحة كبيرة وحدها المؤسس على الحق والحكم العادل سائلين الله للوطن دوام الرخاء والأمن والازدهار.