محمد سراج إسماعيل بوقس في أحد مراحل العمر سافرت للدراسة خارج الوطن الحبيب و كنت في ذلك الوقت غير متزوج وحيدا في دار الغربة و الغربة طعمها مر مرارة العلقم و تجربة قاسية وجدت نفسي مجبرا لترك الأهل و الأحباب و البيت الدافئ الذي نشأت فيه و ترعرعت و كان الهدف هو طلب العلم والتحصيل و العودة بالنجاح للوطن الحبيب ,والغربة علمتني أن أعشق أكثر بلدي الحبيب اننا نملك أشياء كثيرة لكننا لا ندرك قيمتها إلا عندما نتركها أو نبتعد عنها وقد علمتني الغربة دروسا عديدة كيف أتعامل مع أناس أقابلهم أول مرة وكيف يمكنني أن أعتمد على نفسي أكثر و أكثر و علمتني الغربة كيف أتعامل مع الإنسان الجديد و البيت الجديد و بين الراحة النفسية والجسدية في بيتي ووطني ومشاركتي الأهل و الأصحاب و الأحباب أفراحهم و أحزانهم ,وفي الحقيقة لابد كان من الصمود حتى أكون قد حققت الهدف المنشود الذي تغربت من أجله وهو التعليم و التحصيل ثم العودة للوطن الحبيب كي أقدم له ما تعلمته و أفيد غيري و وطني, وكنت بعد نهاية كل يوم دراسي استلقي وأردد هذه الأبيات التي قال فيها الشاعر: العين بعد فراقها الوطنا * لا ساكنا ألفت ولا سكنا ريانة بالدمع أقلقها * ألا تحس كرى و لا وسنا كانت ترى في كل سائحة * حسنا وباتت لا ترى حسنا ليت اللذين أحبهم علموا * وهم هنالك ما لقيت هن ما كنت أحسبني مفارقهم * حتى تفارق روحي البدنا كم ذا أغالبه و يغلبني * دمع إذا كفكفته هتنا لي ذكريات في ربوعهم * هن الحياة تألقا وسنا. وقال شاعر آخر : و يا نسيم الصبا بلغ تحياتنا * من لو على البعد حياً كان يحيينا. و قال شاعر آخر: يا باكيا فرقة الأحباب عن شحط * هلا بكيت فراق الروح للبدن. وقال العرب: فراق الحبيب يشيب الوليد و يذيب الحديد. وقالت الحكمة: بالآمال الحلوة يصبح الفراق عيدا وقال تعالى في محكم كتابه الكريم:[ كلا إذا بلغت التراقي وقيل من راق وظن أنه الفراق ] القيامة 26 -28 اللهم إنا نسألك أن تديم علينا نعمة الأمن و الأمان و الإستقرار و أن تحفظ بلادنا وقادتنا إنك سميع مجيب الدعاء. و صلى الله على نبينا و قدوتنا سيدنا محمد و على آله وصحبه أجمعين.