عبدالرحمن حسن جان* يَعتبر بعض المتعاطين أن بعض أنواع المخدرات والمؤثرات العقلية كالحشيش ، والقات ، والخمور ، والكحول ، والمنشطات ، والقيرو ( أو القورو أو جوز الزنج والاسم العلمي له Cola Acuminata ) مواداً حكمها حكم مادة التبغ وليست مصنفةً ضمن المخدرات ، ولا يسبب تعاطيها الإدمان عليها وليس لها اضراراً كالهيروين وهذا الاعتقاد غير صحيح على الاطلاق والدليل على ذلك أن تلك الأصناف موثقة في المصادر العلمية على أنها من أصناف المخدرات والمؤثرات العقلية ، إلى درجة أن بعض متعاطيها قد يغضب إذا قلت له أنه متعاطياً للمخدرات أو المسكرات المحرمة أو مدمناً عليها فينكر ذلك وينفي جهلاً صفة الحرمانية لها ولا يعتبرها من المواد المخدرة المحظورة دولياً ، وبعضهم يسميها بغير اسمها بمسميات ما أنزل الله بها من سلطان ، فالمسكرات يسمونها بالمشروبات الروحية ، ويعتبرون استخدام المنشطات من الرجولة ، والقات والقيرو يعتبرونها من العادات ويستخدمها جميع أفراد المجتمع في جميع المراحل العمرية ومن الجنسين ، وأما الحشيش يعدونه كالتبغ رغم أن الأخير يحتوي على مادة النيكوتين المخدرة ، حيث ذكر الدكتور أحمد عبد الله الحسن اختصاصي طب الأسرة ومدير برنامج مكافحة التدخين بمكة المكرمة ، في مقاله الموسوم ب : ( النيكوتين مخدر حقيقي ) أنه قد " دقت كلية الأطباء الملكية البريطانية ناقوس الخطر بالنسبة للسجائر في آخر تقرير لها عن التدخين ، مؤكدة أن النيكوتين الموجود في السجائر هو مادة إدمان قوية تعادل الهيروين والكوكايين ، ومن ثم يجب إخضاعها للرقابة مثل المواد المخدرة " . من جانب أخر يرى بعض متعاطي تلك المواد وغيرها أن استخدامها بطريقة منظمة يخرج من دائرة الإدمان ولا يُمنع متعاطيها بالتوقف وإنما يُعالج من الاستخدام غير السوي Up Use إلى ما يسمى بالاستخدام السوي Use كما هو معمولاً به في بعض الدول الأجنبية ، وللأسف الشديد تجد من المسلمين ممن يتناول تلك السموم يطالبون بتطبيق قانون الدول الغربية في علاج المخدرات والمسكرات ، أما علموا أن نبينا صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن (ما أسكر كثيره فقليله حرام) ، ونحن كمجتمع مسلم شريعتنا السمحة تحرم تعاطي تلك المواد جملة وتفصيلاً بهدف حفظ الضرورات الخمس : الدين والنفس والعقل والعرض والمال ، ليعيش المسلم في هذه الدنيا آمناً مطمئناً ، وقد أمرنا الخالق سبحانه وتعالى باجتناب معاقرة الخمور فقال : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) وكذلك نُهينا عن عدم الاقتراب من الصلاة في حالة التلبس بالسكر قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ ) وعدم الاقتراب من الصلاة يعني تركها ومن تركها فقد كفر . الشاهد مما سبق ، يعتبر انتشار مثل تلك الثقافة السلبية في المجتمعات عاملاً مساهماً في تفشي مشكلة تعاطي المخدرات وادمانها وقد يعتادها أفراد المجتمع ، لذا وجب التنبيه . *أخصائي أول اجتماعي ومعالج إدمان المخدرات