الشْهوةُ محفوفةٌ بالملذّات ؛ فهي أقربُ للنّار ، ولقد قال رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم-:( حُفّتْ النّار بالشهوات ، وحُفّتْ الجنّة بالمكاره ) ، فما هي هذه المكاره؟! إنها ببساطة ما تكرههُ النفوسُ ، فقد تكره المحافظة على الصلاة في الجماعة ، وقد تكره صِلة الرّحم ، وهكذا ، فإن خالف هوى نفسه نجا وفاز بالجنّة ، وإن وافقها هلك فدخل النار. قال تعالى:( زُيِّن للناس حُبُّ الشهواتِ من النِّساء والبنين والقناطير المُقنطرة من الذّهب والفضّة والخيل المُسوّمة والأنعام والحرْث ، ذلك متاع الحياة الدُّنيا ، والله عنده حُسن المآب ) آل عمران14 . عندما نتلمّس الشهوات نجدها ماديّة تتمثّل في دائرة النساء والبنين والذهب والفضّة. يُقال مررتُ بِفُلانة؛ فوقع في قلبي شهوة النِّساء! قال عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه-:( رُبَّ نظرةٍ زرعتْ شهوة)! إنَّ من يرى الشهوة مُجلبةٌ للألم الدائم ؛ فهو عاقل وحكيم ، بينما من يراها مُجلبةً للمتعة اللحظيّة ؛ فهو غاوٍ بهيم ، فالشهوة لا تُشبع ، ومن يريدها ؛ فهي قصيرةالأجل! فلكي يبقى الإنسانُ فاضلاً ؛ عليه أنْ يُقاوم شهواته ويُحجِمُها ويُلجمها بِلجام الصبر والاحتساب. يقول أرسطو:( إذا كانت الشهوة قُوّة القُدْرة ؛ كان هلاك الجِسم دون بُلُوغ الشهّوة). لذا فالشهوةُ داء والإرادةُ دواء. فمن يُريد إكرام نفسه ؛ تهون عليه شهوته. يقول الشاعر: أَنَا أُمَّةٌ لا الأُمُّ تُنْجِبُ وُلْدَها ❄ولا شهوةٌ تبدو لدى النَّظَرَات. يقول رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم- ثلاثٌ مُهلكات : شُحٌ مُطاع ،وهوى مُتَّبع ، وإعجاب المرءِ بنفسه. اللهُمَّ إنِّي أعوذُ بك من كُلِّ المنكرات ذوات الملذّات المُقرِّبة للهفوات والزَّلّات ، وأتقربُ إليك بأضدادِ الشهوات المُقرِّبةِ لأبواب الجنّات ، جنّات النعيم الدائم .