قال الله تعالى (أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون) [البقرة:266]. أشارت هذه الآية الكريمة إلى خمسة توجيهات تربوية مهمة هي: العمل بطاعة الله فيما أوتي الإنسان من مال، والتخطيط الجيد لاستثمار المال، وتعليم وتدريب الأولاد المحافظة على الأموال، والحذر من إنفاق المال في غير ما شرع الله تعالى، والتفكر في آيات الله والاتعاظ بالغير، وفي هذا المقال أشير إلى التوجيه التربوي الأول هو: العمل بطاعة الله فيما أوتي الإنسان من مال المال نعمة عظيمة من الله تعالى، وهو زينة الحياة الدنيا بنص القرآن الكريم قال الله تعالى: (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب) [آل عمران: 14]. وقال تعالى: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخيرٌ أملا) [الكهف: 46]. أسلمت رغبة في الإسلام، وأن أكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال يا عمرو: “نعم المال الصالح للمرء الصالح” (مسند الإمام أحمد، حديث رقم: 17096 حديث عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم). تعليم وتدريب الأولاد المحافظة على الأموال يجب على الوالدين تعليم أولادهم منذ نعومة أظفارهم المحافظة على ما اكتسبوه من مال والتهيؤ لمواجهة متطلبات الحياة، لأن الحياة متجددة، ومتغيره، ولا يتوقع الإنسان ما يحدث في المستقبل فضلاً عن المستقبل البعيد.ويحذر كل الحذر من الإسراف على نفسه وعلى أولاده بتلبية كل رغباتهم، فالصغير لا يدرك الأمور، ولا يحسب العواقب، فإذا تربى على سهولة وجود المال، ولم يعلمه ويربيه الوالدان الكسب المشروع، والمحافظة على المال، وإنفاقه في جهاته المشروعة، فبدون شك سيشب على ذلك، ويضيع نفسه وماله، فضلاً عن الأخطار الاجتماعية والاقتصادية المترتبة على ذلك لمجتمعه وأمته.