فتحت مراكز الاقتراع أبوابها بمصر في اليوم الثاني من أول انتخابات رئاسية تشهدها البلاد منذ الاطاحة بنظام الرئيس السابق حسني مبارك في فبراير/ شباط 2011. وشهد اليوم الاول من الانتخابات اقبالا كثيفا واصطفت طوابير المقترعين امام المراكز الانتخابية مما دعا اللجنة العليا للانتخابات إلى مد فترة الاقتراع حتى التاسعة من مساء أمس بالتوقيت المحلي. ومرت عملية التصويت في يومها الاول في هدوء في غالبيتها الا ان بعض المحتجين القوا بالاحذية على قافلة للمرشح أحمد شفيق والذي كان آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس السابق حسني مبارك , كما افادت تقارير ان مجموعة من السيدات المنقبات قد حرموا من الادلاء باصواتهن في احد مراكز الاقتراع في القاهرة بسبب النقاب الذي يخفي وجوههن. كما شهد اليوم الأول من الانتخابات توترا شديدا بين أنصار المرشحين الذين تبادلوا الاتهامات بخرق قواعد الدعاية الانتخابية , وقد اشادت الولاياتالمتحدة بالعملية الانتخابية ووصفتها فيكتوريا نيولاند الناطقة باسم الخارجية الامريكية بإنها" معلما مهما جدا" على طريق التحول الديمقراطي في مصر. ومن المتوقع أن تبدأ عملية فرز الأصوات اليوم الخميس على أن تعلن النتائج يوم الثلاثاء القادم. ويبلغ عدد المرشحين رسميا ثلاثة عشر مرشحا لكن المنافسة الفعلية بين 12 فقط لأن المرشح محمد فوزي عيسى أعلن الأسبوع الماضي تأييده لعمرو موسى لكنه لم يستطع الانسحاب رسمياً , ويبلغ عدد الناخبين أكثر من 50 مليون و407 ألف ناخب موزعين على سبع وعشرين محافظة. وتعد العاصمة المصرية القاهرة هى صاحبة الكتلة التصويتية الأكبر من بين المحافظات الاخرى. "تجاوزات" ويقول المحللون إنه من الصعب تقريبا علي اي مرشح حسم نتيجة التصويت لصالحه من الجولة الاولى الا انهم يختلفون على هوية المرشحين الذين قد يتأهلا إلى جولة الاعادة. وتحدث عدد من المرشحين إلى وسائل الإعلام، مما آثار انتقاد منافسهم واتهامات بخرق فترة الصمت الانتخابي , وأكد رئيس لجنة الانتخابات الرئاسية فاروق سلطان أن اللجنة قدمت بلاغات للنيابة العامة ضد خروقات من جانب ثلاثة مرشحين. وقال سلطان في مؤتمر صحفي عقده في القاهرة بعد ظهر الاربعاء ان اللجنة العليا تقدمت ببلاغ للنيابة العامة ضد المرشحين محمد مرسي وعبد المنعم أبو الفتوح واحمد شفيق، لخرقهم الصمت الانتخابي باطلاق تصريحات واقامة مؤتمرات صحفية. وأعلن المستشار فاروق سلطان أن النتيجة ستعلن الثلاثاء المقبل , وقد أعربت غرفة العمليات المركزية بالمجلس القومى لحقوق الانسان عن بالغ قلقها من تصاعد ظاهرة ممارسة الدعاية الانتخابية أمام مقار الاقتراع خلال اليوم الأول من التصويت. وقالت إن ممارسة هذه المخالفة لم تقتصر على مرشح بعينه أو حزب محدد بل طالت العديد من المرشحين وأنصارهم ،ولكن بصورة متفاوته , ووجهت غرفة العمليات 13 بلاغاً عاجلاً إلى لجنة الانتخابات الرئاسية، تتعلق بممارسة دعاية انتخابية، وخرق لحظر الصمت أمام مقار بعينها بالإضافة إلى مقار انتخابية لم تقم الجهات المحلية المعنية بإزالة الدعاية للمرشحين من عليها أو من أمامها. كما رصدت منظمات مدنية تجاوزات ارتكبها أنصار بعض المرشحين بتوجيه الناخبين للتصويت لمرشحين بأعينهم، بالإضافة إلى تجول سيارات تحمل صور بعض المرشحين حول لجان انتخابية , وتقدمت شبكة مراقبون بلا حدود بثلاثة بلاغات الى اللجنة الانتخابات الرئاسية تضمنت مخالفات وقعت خلال عملية الاقتراع. وناشدت الشبكة اللجنة إتخاذ إجراء ضد دعاية انتخابية لثلاثة مرشحين خارج بمحافظات القاهرة والجيزة وأسيوط والمنوفيه. وتقدم التحالف المصري لمراقبة الانتخابات – الذي يضم 128 منظمة حقوقية وتنموية - ببلاغ إلى رئيس اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة حول تأخر فتح بعض اللجان الانتخابية أمام الناخبين في محافظات أسوان والشرقية والجيزة، مطالباً باتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة من أجل منع هذه الانتهاكات وعدم تكرارها، وسرعة التحقيق فيها . "إصابات" من ناحية أخرى، قال وزير الداخلية المصري اللواء محمد ابراهيم إنه لا توجد أى جريمة وقعت على خلفية الانتخابات، مضيفا أن نسب الإقبال تجاوزت فى بعض المحافظات 40%، وبعضها 25%. وأوضح وزير الداخلية أن القاضى الذى يشرف على الصندوق سيقوم بالفرز اليوم الخميس فى اللجنة الفرعية أمام مندوبى المرشحين، ثم يعطيهم صورة من نتيجة الفرز، ثم يغلق الصندوق تمهيدا لنقله إلى اللجنة العامة، مشدداً على استحالة عملية التزوير. في غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة والسكان فى تقريرها الخاص بمتابعة الانتخابات الرئاسية عن ارتفاع عدد حالات الإصابة بين الناخبين على مستوى الجمهورية إلى 18 حالة حتى الآن دون وقوع أي حالة وفاة. وقال الدكتور احمد الانصارى نائب رئيس هيئة الاسعاف المصرية إنه تم تحويل 14 حالة منهم للمستشفيات، كما تم اسعاف 4 آخرين بواسطة سيارات الاسعاف المتمركزة بجانب اللجان الانتخابية.