أغلقت مراكز الاقتراع أبوابها بمصر، يوم الخميس، منهية اليوم الثاني على التوالى من أول انتخابات رئاسية تشهدها البلاد منذ الاطاحة بنظام الرئيس السابق حسني مبارك، وسط إقبال كثيف واصطفت طوابير المقترعين امام المراكز الانتخابية، مما دعا اللجنة العليا للانتخابات إلى مد فترة الاقتراع حتى التاسعة مساء. وبينما أوضحت وزارة الداخلية، أن القاضى الذى يشرف على الصندوق سيقوم بالفرز فى اللجنة الفرعية أمام مندوبى المرشحين، ثم يقوم باعطائهم صورة من نتيجة الفرز، بعدها يغلق الصندوق تمهيدا لنقله إلى اللجنة العامة، مشدداً على استحالة عملية التزوير، أعلن المستشار فاروق سلطان رئيس اللجنة العليا للانتخابات المصرية أن النتيجة ستعلن الثلاثاء المقبل وإذا لم يتمكن أي مرشح من الحصول على أكثر من 50 بالمائة من الأصوات الصحيحة، ستجرى جولة إعادة يقترع خلالها المصريون في الخارج على مدار سبعة أيام من 3 إلى 9 يونيو قبل أن يدلي المصريون في الداخل بأصواتهم يومي 16-17 من الشهر ذاته وفي هذه الحالة تعلن النتيجة النهائية لجولة الإعادة في موعد أقصاه 21 يونيو القادم. وتضاربت التكهنات حول فرص الفائز الأكبر أو المتقدم في نسبة الحصول على أصوات الناخبين، وإن قال المحللون في القاهرة، إنه يصعب علي اي مرشح حسم نتيجة التصويت لصالحه من الجولة الاولى، مع انهم يختلفون على هوية المرشحين اللذين قد يتأهلان إلى جولة الاعادة. وأظهرت استطلاعات رأي لم يتم التأكد منها تنافسا شديداً بين الخماسي عبدالمنعم أبو الفتوح وعمرو موسى وحمدين صباحي ومحمد مرسي وأحمد شفيق، بنسب متفاوتة وتتأرجح نسبهم باختلاف المحافظات. فيما تشير التكهنات إلى شبه خروج نهائي لبقية المرشحين خاصة هشام البسطويسي وخالد علي ومحمد سليم العوا وآخرين من التصفيات الأولى للانتخابات. من ناحية أخرى، قال وزير الداخلية المصري اللواء محمد ابراهيم إنه لا توجد أى جريمة وقعت على خلفية الانتخابات، مضيفا أن نسب الإقبال تجاوزت فى بعض المحافظات 40%، وبعضها 25%.تنافس «ثلاثي» ورغم أن مراقبين مصريين أكدوا على أن منصب الرئاسة ينحصر عملياً بين الثلاثي عبدالمنعم أبو الفتوح وعمرو موسى ومحمد مرسي. إلا أن إسلاميين تحديداً رجحوا أن تجمع جولة الإعادة بين مرشحين اثنين يجمعهما نفس التيار وهما أبو الفتوح ومرسي، معتبرين ذلك إن حدث معركة كسر عظام فاصلة.. لن تقتصر نتائجها على حسم مقعد الرئاسة فحسب، بل ستطال التنظيم الإسلامي كله، باعتباره المنقسم بشدة بين تعليمات الجماعة باختيار مرسي، وبين المنشقين عليها المؤيدين لأبو الفتوح الذي يلقى دعما وتعاطفاً كبيراً وسط شرائح عديدة من المجتمع المصري، وسيمثل فوزه ضربة قاصمة للإخوان المسلمين معنوياً على الأقل، وهي الجماعة المعروفة بدقتها التنظيمية وصرامتها الإدارية. جولات «عسكرية» ميدانياً، وبينما قال رئيس الوزراء الدكتور كمال الجنزوري، صباح امس الخميس، أنه يتوقع أن تكون نسبة التصويت في انتخابات الرئاس عالية وغير مسبوقة، بعد أن تأكد الناخبون أن كل صوت له تأثيره وأهميته .. مشيرا إلى أن العالم أجمع سيشهد على نزاهة الانتخابات وشفافيتها ومصداقيتها. واصل المجلس العسكري اطمئنانه على سير الانتخابات، إذ تفقد المشير حسين طنطاوى رئيس المجلس بعض اللجان الانتخابية بمصر الجديدة، كما تفقد نائبه، الفريق سامى عنان اللجان الانتخابية بمدرسة السيدة عائشة الابتدائية. وقام أيضا اللواء محمد العصار عضو المجلس بمتابعة سير العملية الانتخابية في لجنة مدرسة الكواكب بمصر الجديدة، للتأكد من سير العملية الانتخابية فى هدوء وعدم حدوث أى مخالفات أو تجاوزات. قلق وقد أعربت غرفة العمليات المركزية بالمجلس القومى لحقوق الانسان عن بالغ قلقها من تصاعد ظاهرة ممارسة الدعاية الانتخابية أمام مقار الاقتراع خلال فترة التصويت، وقالت إن ممارسة هذه المخالفة لم تقتصر على مرشح بعينه أو حزب محدد بل طالت العديد من المرشحين وأنصارهم، ولكن بصورة متفاوتة. ووجهت غرفة العمليات 13 بلاغاً عاجلاً إلى لجنة الانتخابات الرئاسية، تتعلق بممارسة دعاية انتخابية، وخرق لحظر الصمت أمام مقار بعينها بالإضافة إلى مقار انتخابية لم تقم الجهات المحلية المعنية بإزالة الدعاية للمرشحين من عليها أو من أمامها. كما رصدت منظمات مدنية تجاوزات ارتكبها أنصار بعض المرشحين بتوجيه الناخبين للتصويت لمرشحين بأعينهم، بالإضافة إلى تجول سيارات تحمل صور بعض المرشحين حول لجان انتخابية. وتقدمت شبكة «مراقبون بلا حدود» بثلاثة بلاغات الى اللجنة الانتخابات الرئاسية تضمنت مخالفات وقعت خلال عملية الاقتراع وناشدت الشبكة اللجنة اتخاذ إجراء ضد دعاية انتخابية لثلاثة مرشحين بمحافظات القاهرة والجيزة وأسيوط والمنوفية. وتقدم التحالف المصري لمراقبة الانتخابات – الذي يضم 128 منظمة حقوقية وتنموية - ببلاغ إلى رئيس اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة حول تأخر فتح بعض اللجان الانتخابية أمام الناخبين في محافظات أسوان والشرقية والجيزة، مطالباً باتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة من أجل منع هذه الانتهاكات، وسرعة التحقيق فيها . استعداد أمني من ناحية أخرى، قال وزير الداخلية المصري اللواء محمد ابراهيم إنه لا توجد أى جريمة وقعت على خلفية الانتخابات، مضيفا أن نسب الإقبال تجاوزت فى بعض المحافظات 40%، وبعضها 25%. وأكد اللواء إبراهيم خلال جولة تفقدية، أمس، أن الأجهزة الأمنية نجحت بالتنسيق مع القوات المسلحة فى تأمين جميع اللجان والمقار الانتخابية حتى الآن، وضمان قيام الناخبين بالادلاء بأصواتهم فى سهولة ويسر .. مشددا فى الوقت نفسه على التصدى لأى محاولة لتعكير صفو العملية الانتخابية وإفساد العرس الديمقراطى على الشعب المصرى. واكد وزير الداخلية استعداد كافة الاجهزة الامنية لتأمين الشارع المصري وحفظ الامن والاستقرار فى مرحلة ما بعد اعلان نتائج الانتخابات .. لافتا فى الوقت نفسه الى ان الاجهزة الامنية تمكنت من ضبط العديد من المخالفات خلال العملية الانتخابية من مطبوعات واجهزة حواسب آلية امام اللجان.. وتم اتخاذ اللازم قانونيا حيالها . 18 مصاباً ووفاة واحدة في غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة والسكان فى تقريرها الخاص بمتابعة الانتخابات الرئاسية عن ارتفاع عدد حالات الإصابة بين الناخبين على مستوى الجمهورية إلى 18 حالة بالاضافة الى حالة وفاة. وقال الدكتور احمد الانصارى نائب رئيس هيئة الاسعاف المصرية إنه تم تحويل 14 حالة منهم للمستشفيات، كما تم اسعاف 4 آخرين بواسطة سيارات الاسعاف المتمركزة بجانب اللجان الانتخابية. وتشارك العشرات من منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية في متابعة العملية الانتخابية حتى اعلان النتائج، هذا بالإضافة إلى ممثلين ل50 دولة منها 27 من مفوضيات الاتحاد الأوروبي و23 دولة أخرى، فضلا عن الجامعة العربية.