أقام نادي الأحساء الأدبي ضمن نشاطاته في شهر رمضان المبارك لعام 1439 ه وتحت رعاية وإشراف هيئة الثقافة محاضرة حملت عنوان "ظاهرة الاحتضار في النص الروائي" قدم لها الروائي حسين الأمير وحاضر بها الروائي والناقد عبد الله الوصالي الذي تحدث في البداية قائلا: أن الإنسان استخدم عقله وخياله لاستكشاف عوالم شكلت على مدى تاريخه ألغازًا وأحاجيًا… ووقفت طبيعته المادية عائقًا أمام سبره لتلك العوالم، فصنع بخياله تصورات افتراضية بعضها أثبت صحته. والماورائيات من تلك العوالم التي حاول الإنسان بواسطة مخيلته استكشافها، وتحفل المدونات الأدبية بكثير من تلك المحاولات. وفي ورقته تحدث الوصالي عن ظاهرة الاحتضار في الرواية مستعرضًا ثلاث نصوص روائية عالمية الأولى هي مدام بوفاري للروائي جوستاف فلوبير والصادرة عام 1856م والثانية "الساعة الخامسة والعشرون" للكاتب الروماني قسطنطين جيوروجيو الصادرة عام 1949م والثالثة هي للكاتب التركي أورهان باموك وهي رواية "اسمي أحمر" الصادرة عام 1998م. وقبل الشروع في استكناه هذه الروايات الثلاث عرف المحاضر الوصالي الاحتضار بأنه : تلك الحالة الفسيولوجية والنفسية والذهنية الصادرة عن المحتضر التي تشكل جسرًا ذو اتجاه واحد، من الحياة إلى الموت، وتسبق مغادرة الروح الجسد ويصبح الجسد بعدها فاقدًا للحياة دون رجعة. وتعتبر الروايات الثلاث وهي من الآداب العالمية من الروايات التي تحدثت عن الاحتضار والموت وفق ثلاث رؤى مختلفة وهي الاحتضار من خلال وجهة نظر إسلامية، ووجهة نظر مسيحية، ووجهة نظر إلحادية. وهذه الروايات الثلاث اعتبرها الوصالي قد غطت مراحل زمنية مهمة في الفن الروائي وهي النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ومنتصف القرن العشرين، وأواخر القرن العشرين وبدايات الألفية الثالثة. وشرع الوصالي بعذ لك في حديثه عن مشاهد الاحتضار في الروايات الثلاثة وكيف كانت النظرة لهذه العملية التي تعتبر مرحلة انتقالية من حياة إلى حياة أخرى لا نعرفها أو كما قال قس بن ساعدة الإيادي: ما بال الناس يذهبون ولا يرجعون. أ رضوا فأٌاموا ؟ أم تركوا فنامو ؟ . وفي ختام الأمسية كرم رئيس النادي أ.د. ظافر بن عبد الله الشهري ضيف المحاضرة الأستاذ عبد الله الوصالي ومديرها.