ضمن استراتيجية ديوان المظالم فيما يتعلق بنشر المعرفة العلمية المتخصصة لمنسوبيه، وتطبيقاً لقرار مجلس القضاء الإداري ؛ استضاف ديوان المظالم اليوم الخميس 10/ 8/ 1439 ه ، معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري، المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء، وذلك في القاعة الكبرى بالمقر الرئيسي لديوان المظالم بحي الرائد. وفي بداية اللقاء رحب معالي رئيس ديوان المظالم رئيس مجلس القضاء الإداري الشيخ الدكتور خالد بن محمد اليوسف، بمعالي الشيخ الدكتور سعد الشثري، ومثمناً لمعاليه مشاركته برامج تعزيز الأمن الفكري لمنسوبي ديوان المظالم والتي أطلقت هذه السنة وحظيت بتشريف سماحة المفتي العام للمملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ بتدشينها، وأضاف الشيخ اليوسف: أننا نسعد اليوم بحضور معالي الشيخ الدكتور سعد الشثري، ومشاركته لنا في هذا الملتقى العملي بعنوان" الأنماط الفكرية في العلمية القضائية" إذ تأتي أهمية هذا الموضوع حسب التداعيات التي تحيط بالعلمية الفكرية بشكل أجمع في المجتمعات الإسلامية، والتي ركزت الشريعة الإسلامية بالمحافظة عليها عبر ضرورياتها الخمس ومنها المحافظة على العقل ، وتتأكد هذه الأنماط في العلمية القضائية ، وأن يكون يكون سياجاً علمياً رصيناً للعلمية القضائية من المدخلات الغير سليمة ؛ كونها هي منتهى الأحكام وإليها يرجع المتخاصمون بعد الله عز وجل في فض منازعاتهم القضائية . بعدها ألقى معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري محاضرةً علمية تحدث من خلالها عن الأنماط الفكرية في العلمية القضائية، وقال: إن الموضوع الذي نتحدث عنه هو مبني على أصل، وذلك أنه ما من عمل إلا ويكون مبني على فكرة، وهذه الأفكار متى ما كانت صحيحة مؤصلة، يكون ما بُني عليها في الغالب صحيحاً. فالعمل القضائي كغيره من الأعمال يتأثر بالأفكار الموجودة عند القاضي، مضيفاً أنه عند النظر في النصوص الشرعية نجدها تأكد على أمرين: أولها أن تحصيل أمور الدنيا متعلق بتحقيق أمور الشريعة، وثانيها أن وجود الظلم من أسباب فوات الدنيا والآخرة. لذا فعلى القاضي أن يتحقق من هذين الأمرين قبل أن يلج في السلك القضائي. مؤكداً معاليه أن من الأنماط المهمة في هذا الشأن والتي يجب على القاضي مراعاتها والعناية بها، مايتعلق بالمبدئين الأصليين للشريعة وهما الكتاب والسنة، ويندرج تحتهما أربعة أمور يجب معرفتها: وهي : معرفة النص؛ وذلك من حيث الموازنة بين الأدلة، ثم معرفة قواعد الاستنباط والفهم، يليها معرفة مواطن الإجماع والاختلاف، وآخرها فهم اللغة وفهم ما يمكن لمعرفة النصوص. مؤكداً معاليه في هذا الشأن أنه ومن الجوانب الفكرية المهمة وتأتي بالدرجة الأولى تكون بالمحافظة على المكتسبات التي حباها الله هذه البلاد؛ ومنها إجتماع الكلمة، وبسط الأمن ورغد العيش، وأنواع التنمية الأخرى التي قامت على تأسيسها الدولة- وفقها الله-، فعلى القاضي أن يجعل هذه الأمور من أولوياته في عمله مراعياً في ذلك العدل والحق . بعد ذلك أجاب فضيلته على إستفسارات الحضور. وفي ختام اللقاء قدّم معالي رئيس ديوان المظالم د. خالد اليوسف، الشكر لمعالي الدكتور سعد الشثري، سائلاً الله أن يجزيه خيراً الجزاء، وأن ينفع الجميع بما سمع في هذه المحاضرة العلمية المتخصصة. هذا ويأتي الملتقى اليوم في إطار تنفيذ قرار معالي رئيس ديوان المظالم بتشكيل لجنة للدعم العلمي وتعزيز الأمن الفكري، ويأتي أيضاً وفق ما أقره مجلس القضاء الإداري في جلسته المنعقدة بتاريخ 15/ 5/ 1439ه بإقرار برامج تعزيز ومتابعة الوعي الفكري، فقد بدأت اللجنة بتنفيذ أولى برامجها من خلال مسار الملتقيات الخاصة بلقاء سابق مع معالي عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للافتاء الشيخ الدكتور صالح الفوزان. وتجدر الإشارة إلى أن اللجنة تهدف إلى التوعية عن مخاطر الأفكار المتطرفة، وإيضاح منهج الحق في التعامل مع قضايا الأمة التي تمس حياة المجتمعات وأمنها، كما تهتم بتوثيق عُرى الإنتماء على مستوى الأفراد تجاه وطنهم، وتزويدهم بالعلم الشرعي في تعامله مع المعطيات الحديثة لحفظ الأمن واستقراره، وضرورة المحافظة على اللحمة الوطنية.