القيادة اليمنيّة الشرعيّة عندما نخت السعودية والعالم العربي والإسلامي ؛ كانت تعي حجم الخطر الذي داهم اليمنيين الشُّرفاء ، فكانت قاب قوسين أو أدنى ، فإمّا الإذعان أو السقوط ، سقوط صنعاء ، فهي بين أمرين أحلاهُما مُر ، فنفذت بِجلدها ، ولجأت لجيرانها العرب من سطو حزب أنصار الله الحُوثي ، المدعوم بقوّة من إيران ، وحزب الله اللبناني ، فما كان من القيادة الشرعيّة بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي إلاّ المحافظة على شرعيته كرئيس لليمنيين الأحرار، رغم سقوط صنعاء بأيدي الطُّغاة الأنذال عُملاء الفُرس الأشرار . لقد استجابت السعودية لطلب الرئيس الشرعي هادي ، وما هي إلّا أيّام معدودة ؛ وإذا بعاصفة الحزم السعودية العربية الإسلاميّة تصرعُ يدَ الطُغيان ، وتُوقف المدَّ المجوسي الفارسي إلى عُمق الجزيرة العربيّة من باب اليمن المخلوع! واليوم وفي ظل هذا الاختلاط السياسي من حزبيّة وتعدديّة وحتّى وصلت إلى ما يُسمّى بالقبليّة اليمنيّة المصدُومة ، فلا تزال تبعات الصدمات اليمنية وخلال السنوات الثلاث الماضية تِعشّش في عقول العامة قبل الخاصة ، ولم يروا نور الحكمة اليمانية بعد ، والتي تتجلّى هذه الحكمة في نبذ كل ما جاء به الحزب الشيطاني الحوثي فيما يُسمّى ب( أنصار الله) الذين باعوا دينهم ، وعروبتهم ، وديارهم اليمنية ؛ إلى دولة الطُغيان دولة فارس المزعومة ، فأيُّ دمٍ يمني عربي مسلم أصيل يقبل بهذا التحوّل الجذري لماهيّة الإنسان اليمني ، وتحويلها إلى وظيفة تخدم المشروع الطائفي التوسعي الإيراني … فيا أيُّها الشرفاء من أبناء اليمن الأبي ؛ أفيقوا من هذه الصدمة ، وليُحدِّث الواحد منكم الآخر بأنّ الحلَّ لا يمكن أن يكون في طهران ، بل الرياض ، والرياض فقط . لم تكن الرياض وحلفائها غُزاه ، بل مناصرين لحقكم المسلوب ، فأين أنتم من مربعات الملعب اليمني ، هل أنتم مع شرعيتكم الحقيقية أم أنّكم مع من غلب ؟! ليس أمامكم – أيُّها اليمنيون الشُرفاء- إلّا أنْ تتحرّكوا كالمياه النقيّة الجارية لا الآسنة ، وأنْ تتعاونوا على إضعاف كل الخلايا النائمة ، وأنْ تُكوِّنوا لأنفسكم غُرفة عمليات مشتركة فيي كل قرية وهجرة ومدينة؛ لاجتثاث هذا الداء الخطير الذي تسرطن في جسدكم اليمني ، وأنتم وليس غيركم من يستطيع ذلك ! إنّ قوّات التحالف عندما يصل الأمر إلى نقطة معينة ، وساعة معينة ، ولم ترَ بُدَّاً من التدخُل القوي ؛ فإنّها – لا محالة – ستتدخّل وتحسم الأمر ، حينئذٍ ستكون التكلفة عالية ، والتضحية كبيرة . وكأنّي أرى الشعب اليمني ينتظر ساعة الحسم ، دون أن يكون له يداً في بتر سواعد المأجورين ، وخلخلة خلاياهم، وهذا الأمر يحتاج منّا – نحن دول التحالف- أن نزيد من عملية الاختراق الشعبي إعلاميّاً ؛ لكسب أكبر شريحة من الشعب اليمني المكلوم، وتجييش وعسكرة اليمنيين أكثر من أي وقت مضى، لأنّ ما أراهُ في الأُفق أكبر من بعض التصورات . الإفاقة الذكيّة أعمق بكثير من الإفاقة بالقنابل والمدافع!!