أعلن أمس الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح استعداده لفتح «صفحة جديدة» في العلاقات مع التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، فيما رحب التحالف بتصريحات علي صالح، قائلاً إنه «يتابع الأوضاع الجارية على الساحة اليمنية»، وأكد في بيان، وقوف التحالف بكل قدراته مع مصالح الشعب اليمني للحفاظ على أرضه وهويته ووحدته في إطار الأمن العربي والإقليمي والدولي، مضيفاً أنه يثق بأن زعماء حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يتزعمه علي صالح، سيعودون إلى «المحيط العربي». في المقابل، اعتبر ناطق باسم ميليشيات الحوثي موقف علي صالح، انقلاباً على التحالف مع الحوثيين وشقاً للجبهة الداخلية، فيما قال التحالف في بيان أصدره أمس تعليقاً على احتدام المعارك في صنعاء بين ميليشيات الحوثي وقوات حزب «المؤتمر» إن «هذه المرحلة من تاريخ اليمن تتطلب التفاف الشرفاء من أبناء اليمن في هذه الانتفاضة المباركة على اختلاف انتماءاتهم الحزبية والقبلية، بمن فيهم أبناء حزب المؤتمر والأحزاب الأخرى وقياداتها الشرفاء للتخلص من الميليشيات التابعة لإيران». ودعا علي صالح، في كلمة ألقاها عبر التلفزيون أمس، القوات المسلحة الى رفض تعليمات ميليشيات الحوثي، موضحاً أن مرجعية الجيش وقوات الأمن لحزب «المؤتمر» وليس للحوثيين. وقال: «أدعو القوات المسلحة الى عدم تلقي أي أوامر من ميليشيات الحوثي، لأن الشعب اليمني تحرك وقام بانتفاضة ضد العدوان السافر من الحوثيين». مضيفاً أن «اليمنيين الآن يختارون قيادة جديدة بعيداً من الميليشيات». ودعا إلى وقف متبادل لإطلاق النار مع ميليشيات الحوثي تمهيداً للحوار، قائلاً: «يجب إنهاء الميليشيات العاملة على الأرض اليمنية، وأدعو جميع الشعب اليمني في كل المحافظات وكل مكان الى أن يهبّ هبة رجل واحد للدفاع عن اليمن ضد العناصر الحوثية التي تعبث باليمن منذ ثلاث سنوات للانتقام ممن حققوا وحدة اليمن وثورة سبتمبر». وتأتي هذه التطورات فيما دارت اشتباكات في العاصمة صنعاء بين أنصار علي صالح والحوثيين لليوم الرابع على التوالي أمس، إذ تبادل الجانبان الاتهامات بالتسبب في شقاق بين الطرفين، بما قد يؤثر في مسار الحرب الأهلية في اليمن. وشهدت الأيام المنصرمة اشتباكات عنيفة بين أنصار الطرفين، إلا أن المعارك احتدمت فجر أمس ما أدى إلى سقوط أكثر من 80 قتيلاً. وسيطرت قوات حزب «المؤتمر» على مبنى وزارة الدفاع ومعسكر النقل في صنعاء والجمارك والمال والبنك المركزي في العاصمة اليمنية، كما سيطرت بدعم من مجموعات قبلية على مطار صنعاء ومبانٍ حكومية عدة كانت سقطت في يد ميليشيات الحوثي بعيد انقلابها على الشرعية، بالإضافة إلى وكالة سبأ الحوثية ومبنى التلفزيون. وتحدث سكان في العاصمة عن اشتباكات عنيفة في وقت مبكر من صباح أمس في شوارع منطقة حدة السكنية بجنوب صنعاء التي يعيش فيها كثرٌ من أقارب صالح، بمن فيهم طارق صالح نجل شقيقه. وقال السكان إن دوي انفجارات وإطلاق نار تردد في أنحاء المنطقة. لكن حدة المعارك تراجعت بحلول الظهر بعد أن فرض أنصار صالح سيطرتهم على المنطقة. واتهم حزب «المؤتمر» الحوثيين بعدم التزام الهدنة، وقال في بيان على موقعه الإلكتروني إن الحوثيين يتحملون مسؤولية جر البلاد إلى الحرب الأهلية. ووجه البيان حديثه إلى أنصار الحزب ومقاتلي القبائل قائلاً «إنكم مدعوون اليوم أكثر من أي وقت مضى لكي تضعوا حداً لتصرفات تلك العناصر المأزومة»، مناشداً الجيش وقوات الأمن التزام الحياد في الصراع. وحذرت جماعة «أنصار الله» التابعة للحوثيين، من أن «المستفيد الأكبر» مما وصفته ب «عصيان علي صالح» هو التحالف العربي. وقال عبد الملك الحوثي في خطاب بثته قناة «المسيرة» التابعة للجماعة «أناشد الزعيم علي عبدالله صالح أن يكون أعقل وأنضج، وألا يستجيب لهذه الدعوات التحريضية»، مضيفاً أن جماعته مستعدة لقبول التحكيم بين الطرفين وأي نتيجة قد يخرج بها، قائلاً: «فليتحاكم معنا المؤتمر الشعبي إلى الحكماء والعقلاء، وإن طلع الخطأ عندنا سنتحمل المسؤولية». ودان الحوثيون دعوة علي صالح إلى التحاور مع السعودية وحلفائها ووصفوها بأنها «انقلاب على الشراكة». وقال ناطق باسمهم في بيان إن «ما جاء في كلام علي صالح انقلاب على التحالف والشراكة... لإضعاف الجبهة الداخلية». واندلع القتال بين الطرفين الأربعاء، عندما اتهم حزب «المؤتمر» الحوثيين باقتحام مجمع يضم مسجد المدينة الرئيسي وإطلاق قذائف «آر.بي.جي» وقنابل عليه. وقال صالح إن الحوثيين واصلوا إرهاب المدنيين في صنعاء وبادروا بأفعال عدوانية سافرة، وواصلوا ممارساتهم الاستفزازية ضد المواطنين، مضيفاً أنهم اقتحموا مسجد «الصالح» مدججين بالأسلحة، وقاموا بعدوان سافر على حزب «المؤتمر» وداهموا مساكن ومقار قيادات الحزب، وزجوا بالأطفال في حربهم.