عبدالمحسن محمد الحارثي احترام الاختلافات هو جوهر التكاتف ، فعندما يعجزالناس عن الوصول إلى حل وسط ، قد يكون ذلك أمراً جيِّداً؛ لأنّ الطريق قد يكون ممهداً لبديل ثالث، فعند التوصّل إلى حل وسط ، فإنّ ذلك قد يفقدنا جميعاً شيئاً ما ، أمّا عند التوصل لبديل ثالث ، فإننا سنفوز جميعاً. قال تعالى:( ولو شاء ربُّك لجعل النّاس أُمّةً واحدة ولا يزالون مُختلفين). إنّ الخطوة الأولى في عمليّة التكاتف مع الآخرين ؛ هي أنْ تطرح السؤال التالي: هل أنت مستعد لتجربة حل أفضل ممّا هو موجود في أذهاننا ؟! إنّها فقط رُوح الإبداع الحقيقي من خلال التنوّع ، فاثنان يريان الأمور بطريقة واحدة لا يمكنهما التكاتف والتجديد والتحديث . إنّ فُتور العلاقة بين الأطراف يُؤدِّي إلى الملل وضيق الخاطر والإحساس بطول المدّة التي لم يلتف الجميع على مائدة التكاتف والعمل على التغيير ، ولعلّ ما يُعيد ماء تلك العلاقة هو عملية التغيير والتجديد ، وخلق الفرص الجديدة . إنّ بذل الجهد يُوصل الإنسان معالي الأمور ، وبالتعب الواعي تُدْرك المطالب وتنال الرغائب . كثيرون هُم الواهمون الذين يظنُّون أنّ التفاؤل وحده هو من سيُحقق آمالهم ، فهم ينتظرون خروج وردة دون أنْ يزرعوها ! ومن الخطأ أنْ يُعوِّل الناس على الذكاء في النجاح، وإنّما محط النجاح وعمدته هو الجهد والعرق، كما يقول أديسون:( النجاح عبارة عن 10٪ إلهام ، و90٪ جُهد وعرق ). إنّ الأشخاص المُفكِّرين دائماً ما يختلفون ، وأنّ قُوّة أي علاقة تتمثّل في تواجد وجهة نظر أُخرى. فاختلاف الفكر والتفكير بين بني البشر وتباين الناس في سلوكياتهم أمر طبيعي. يقول الشاعر إيليا أبو ماضي: رُبَّ قُبحٍ عِند زيدٍ هو حسنٌ عند بكرٍ. فهما ضِدان فيه وهو وهمٌ عند عمرو . فمن الصادق فيما يدَّعيه ليت شِعري . ويقول الشاعر أنيس المقدسي: هيّا نُجدِّد للبلاد شبابها❄مُتكاتفين على الزمان الأنكدِ. نعم. عندما يعمل الإخوة معاً؛ تتحوّل الجِبال إلى ذهب، فاجتماعُ القُلوب يُخفِّف المِحن؛ لأنّ التعاون هو قانون الطبيعة.