بعد أقل من 24 ساعة من عودة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، إلى المملكة قادمًا من روسيا، بعد زيارة تاريخية استمرت خمسة أيام، أعلنت موسكو عن أولى ثمار التعاون العسكري مع الرياض. وأعلنت المتحدثة الرسمية باسم الهيئة الفدرالية الروسية للتعاون العسكري التقني، ماريا فوروبيوفا، في حديث لوكالة "سبوتنيك"، الإثنين (9 أكتوبر2017)، أن روسيا والسعودية، توصلتا إلى اتفاق حول توريد منظومات الدفاع الصاروخية "اس-400″، وغيرها من الأسلحة. الصفقة الروسية السعودية تشتمل- أيضًا- على المنظومات الصاروخية المضادة للدبابات "كورنيت- أم"، ومنظومات "توس-1 ايه "، والمدافع الآلية "ايه غي اس-30″، ورشاشات كلاشينكوف "ايه كا-103". ومنظومة الصواريخ "اس-400″ التي ستحوذها الرياض من موسكو، هي ذاتها التي كانت الأخيرة قد وقّعت عقدًا مع أنقرة الشهر الماضي لتزويدها بها، الأمر الذي أثار مزيدًا من الغضب الأمريكي وفي حلف شمال الأطلسي تجاه تركيا لتوجهها نحو بلاد القياصرة تسليحيًّا. ولا تتفرد الصفقة الروسية السعودية المتوقعة بكونها الأكثر تطورًا، وأنها تضع المملكة على قدم وساق من قوى عسكرية كبرى بالمنطقة كتركيا، لكنها ستحافظ للرياض أيضًا على تفوق نوعي في ما يخصّ تلك المنظومات الصاروخية الدفاعية في مواجهة إيران. فسبق لموسكو أن ورّدت لإيران العام الماضي أنظمة صواريخ دفاعية مضادة للطائرات من طراز"اس-300″، وهي أقل تطورًا من المنظومة"اس-400" التي يحتمل توريدها للرياض. وبدأ تسليح الجيش الروسي بمنظومات "اس-400" وهي منظومات مضادة للجوّ بعيدة ومتوسطة المدى، عام 2007. إلا أن الحكومة الروسية لم تسمح إلا مؤخرًا بتصدير هذه المنظومات القادرة على صد جميع وسائل الهجوم الجوي المعاصرة. وإذا حازت الرياض تلك الصفقة، ستنضم إلى كل من تركيا والصين وقبلهما روسيا المصنعة، في نادي ملاك منظومة الصواريخ المتطورة من هذا الطراز.