قال معالي الشيخ عبدالرحمن السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة، فإن من اعظم نعم الله عز وجل علينا أن هدانا للإسلام ومنّ علينا باتباع سنة نبيه عليه الصلاة والسلام والتي حازت الشمول والكمال والوفاء بمتطلبات الناس جميعاً, فقد بنيت هذه الشريعة على مقاصد عظمى وأهداف كبرى وقامت على قاعدة تحقيق المصالح وتكثيرها ودرء المفاسد وتقليلها وقد قامت المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على ثوابت الشريعة ومرتكزاتها الرئيسية من العناية بالعقيدة وتحكيم الشريعة وتطبيق الكتاب والسنة واللحمة الدينية والوطنية بين الراعي والرعية والاستفادة من معطيات العصر ومكتسباته بما يحقق رؤية المملكة العربية السعودية 2030 مع التقيد بالضوابط الشرعية النظامية المعتمدة في هذه البلاد المباركة وقد فرض الله السمع والطاعة لولاة الأمر بالمعروف قال الله تعالى قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾ ومن القواعد المقررة في الشريعة أن حكم الإمام في الرعية منوط بالمصلحة وان للإمام أن يسن من الأنظمة ما تتحقق به مصالح الرعية والأصل في الأشياء الحل والإباحة والأخذ بقاعدة اليقين وغلبة الظن التي تزول بها الشكوك والاحتمالات كما أن للإمام النظر والحكم في سد الذرائع وفتحها بضوابطها بما يحقق النفع بالبلاد والعباد كما أن حكم الإمام رافع للخلاف في المسائل الفرعية الخلافية ولهذا فإنه تجب المحافظة على الجماعة ولزوم الإمامة ولا يسوغ الافتيات على ولاة الأمر والخروج عن طاعتهم بأي مسوغ من المسوغات , كما لا ينبغي السماع لصوت الشائعات المغرضة والافتراءات الكاذبة التي تساوم وتزايد على مكانة المملكة والتزامها بثوابتها , كما لا يسوغ استغلال ما يراه ولاة الأمر حفظهم الله محققا للمصالح الشرعية والنظامية إلى أهواء شخصية تمس الثوابت وتخدش المبادئ والقيم, وإن من فضل الله عز وجل على المملكة العربية السعودية أنها تلتزم بما يؤكده علماء الشريعة أو أغلبيتهم فيما يبنى على الأدلة ويستنبط من النصوص والمقاصد والقواعد المرئية وهذا المنهج هو الذي قامت عليه هذه البلاد المباركة منذ تأسيسها على يد الإمام المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وإلى هذا العهد عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان وفقه الله منهج جمع بين الأصالة والمعاصرة والثوابت والرؤيا والعزم والحزم وتطبيق الضوابط الشرعية والأنظمة المعتمدة وإعلاء راية العقيدة والشريعة والفضيلة ونبذ كل ما يخالف الله. حفظ الله لنا عقيدتنا وأمتنا ووحدتنا واستقرارنا ورد عن بلادنا كيد الكائدين وحقد الحاقدين وإرجاف المرجفين إنه سميع مجيب.