تختتم اليوم الجمعة فعاليات معرض" فنون من المتحف" الذي ينظمه المتحف الوطني بالرياض بالتعاون مع النادي التشكيلي، والذي انطلقت فعالياته الإثنين الماضي بحضور ومشاركة عدد كبير من الفنانين والحرفيين ( من الجنسين ) بمناطق المملكة المختلفة، حيث تجسد هذه الفعالية دور الفنون التشكيلية والحِرَف والصناعات اليدوية، وألوان الفلكلور الشعبي في إحياء التراث الوطني وإبراز دوره الحضاري والتاريخي عبر الحقب المختلفة، كما أنها تعكس رسالة المتحف لأفراد المجتمع مواطنين ومقيمين، وهدفه في تعزيز التوعية الثقافية من خلال الفنون البصرية بمختلفة ألوانها ومسمياتها. وتحتوي فعالية معرض " فنون من المتحف" على عدد من الأركان الثقافية والتراثية منها ركن الأسر المنتجة والحرف اليدوية، الذي تعرض فيه نحو (8) ثمانية من الحرفيات السعوديات منتجاتهن الوطنية من مهن تراثية مختلفة مثل صناعات السدو والتطريز والغزل والأكسسوارات والأكلات الشعبية وغيرها، كما يحتوي المعرض " فنون من المتحف " أيضاً على ركن للفنون التشكيلية الذي يحتوي على (20) لوحة فنية تجسد تاريخ وحضارة المملكة وتراثها عبر العصور، وركن خاص للأطفال يهدف إلى اكتشاف مواهبهم وتنمية قدراتهم في مجال الرسم والتلوين، يشرف عليه متخصصات في فنون الرسم والتلوين والتربية الفنية لفئات الطفل العمرية المختلفة، حيث يقمن بالاشراف على الأطفال ومتابعة لوحاتهم وتقديم الهدايا لهم تحفيزاً وتشجيعاً للطفل على هذه الفنون التي تمزج تنمية القدرات بتعزيز التوعية بالتراث وحب الوطن، وربط مفاهيم الفن بالقيم الحضارية والثقافية وغرس ذلك لدى الأطفال في المراحل العمرية المختلفة. كما تحتوي فعالية " فنون من المتحف" على مسرح تقدم على خشبته أنواع من الفنون والفلكور الشعبي ومسابقات ومشاركات للاطفال، يشارك فيه عدد من الفرق الشعبية بمناطق المملكة كافة. ويزين المعرض عدد من الشاشات الذكية تمكِّن الزوار من الَتعرُّف على تراث وتاريخ المملكة العربية السعودية والاطلاع على حضارتها عبر العضور المختلفة، وتم تخصيص عدد من هذه الشاشات لاستعراض مشروع خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري، وأخرى لاستطلاع آراء الزوار وتدوين انطباعاتهم عن الفعالية وما يتعلق بها من برامج إحياء التراث الثقافي والمحافظة عليه. وقال محمد إبراهيم الحلوي، مدير إدارة البرامج وعلاقات الزوار بالمتحف الوطني إن هذه الفعالية تأتي امتدادا لدور المتحف الوطني المتمثل في إبراز التراث الثقافي، وعكس مضامينه الحضارية والثقافية للزوار، مبيناً أن هذه الفعالية تنسجم مع رؤية الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان، وحرصه على معرفة المواطن لوطنه عبر التراث الذي يجسد حضارة وتاريخ المملكة العربية السعودية وعراقة شعبها، لافتاً إلى اهتمام الهيئة بالتراث وتبنيها مشروع متكامل للعناية بالإرث الحضاري وهو مشروع خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري والذي يعنى بالحفاظ على الموورث الثقافي بعناصره المختلفة، بدءا التراث العمراني والآثار والمتاحف والحرف اليدوية وكل ألوان التراث المادي وغير المادي. وأوضح بندر الجريان ، المدير التنفيذي للنادي التشكيلي وصاحب مبادرة الفن للمجتمع، أن الهدف من مشاركة النادي في فعالية " من فنون المتحف " يكمن في إيجاد رسالة بصرية فنية للمجتمع تؤصِّل لقيم الهوية الوطنية بمكوناتها المختلفة، والمتمثلة في رسالة المتحف نفسه ، لافتاً إلى أن هناك (20 ) فنان وفنانة من كافة مناطق المملكة مشاركون في المعرض بمعدل عمل واحد لكل مشارك. وقالت مسؤولة العلاقات العامة والإعلام للمبادرة الفنانة التشكيلية هنادي الثنيان إن فعالية المعرض " من فنون المسرح" تتخللها ورش عمل فنية يومية تقدم مجاناً للكبار والصغار تشمل مجالات الفنون المختلفة مثل ( التصوير والرسم التشكيلي والخط العربي والرسم بالخامات) باشراف مختصين في مجالات الفنون المختلفة. وتروي الفنانة التشكيلية علياء الدقس حكاية عملها المسمى العرضة الشعبية وتشير إلى أنها تمكنت وعبر الفن من ربط الموروث الحركي بالتقليد الاجتماعي المتمثل في القهوة ومدلولها الحضاري والاجتماعي والثقافي، حيث أدخلت على عملها الفني تأثيرات لونية تحاكي تدرجات لون القهوة مضاف عليها بعض الخامات البيئية. وعبَّرت الفنانة التشكيلية حنان عبدالله، مُشارِكة وإحدى المشرفات على ركن مرسم الطفل ، عن ارتياحها لتجاوب الأطفال مع ركن الأطفال الذي يهدف إلى تعزيز مفهوم وقيمة المورث الشعبي والحضاري ، وقال ريان اليامي ، طالب بكالوريس بقسم التربية الفنية بجامعة الملك سعود وعضو النادي التشكيلي، إن مشاركاته بالأنشطة الفنية للنادي تمثل إضافة نوعية لدراسته العلمية، مضيفاً أن معرض " فنون من المتحف" من أهم المعارض التي تترجم تاريخ المملكة العربية السعودية عبر الفنون المختلفة منها (فلكلور شعبي ، وأسر منتجة ، أعمال حرفية، رسم تلوين، تصميم ). وأبدت الفنانة بهجة القديمي ارتياحها للمشاركة في المعرض لافتة إلى تفاعل الجمهور مع أعمالها ومشاركاتها الفنية عن الخط العربي وفنونه بوصفه إ رث ثقافي جدير بالاهتمام والتعرف عليه، كما أوضحت مصممة الإكسسوارات الفنانة خيرية على الغامدي أن فعالية " فنون من المتحف" اتاحت لها فرصة لقاء الجمهور وتسويق منتجاتها التراثية التي تعكس تاريخ وعادات وتقاليد شعب المملكة عبر العصور المختلفة. وعن الهدف من مشاركته في " فنون من المتحف" قال الفنان عبيد البراك إن الفن رسالة جديرة بخدمة التراث من حيث قدرته على احياء الموروث الثقافي وتطويره وتسويقه والتعريفف بقيمته لدى المجتمع المحلي والدولي، لافتاً إلى أنه مشارك بلوحة عن فنون الخط العربي القديم بالجزيرة العربية يعكس خلالها أصالة هذا الإرث ودوره الحضاري عبر الأجيال المتلاحقة.