دعا وزير الحج والعمرة الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن إلى أن تتوج الجهود المبذولة في الحارة المكاوية بوصفها أنموذجا لصناعة الضيافة وتوظيفها في خدمة ضيوف الرحمن، مضيفا أن هذا يوم حصاد لجهود شباب مكة وتفانيهم المعهود في المواسم وحبهم لإتقان العمل وإضفاء لمساتهم الخاصة. جاء ذلك خلال حفل اختتام فعاليات المهرجان الذي بلغ زواره 250 ألف زائر حسبما أعلنت اللجنة المنظمة، وشهد الحفل حضور أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار ومدير عام فرع هيئة السياحة والتراث الوطني بمنطقة مكةالمكرمة الدكتور فيصل الشريف والمشرف العام على فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمنطقة مكةالمكرمة سليمان بن عواض الزايدي ومدير عام السلامة والخدمات الاجتماعية والثقافية بأمانة العاصمة المقدسة المهندس رائد سمرقندي ورئيس مجلس إدارة مؤسسة مطوفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا طارق عنقاوي وعدد من وجهاء مكة وأعيانها. دور مرتقب وأكد وزير الحج والعمرة الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن أن صناعة الضيافة تستدعي التخلص من السماسرة وأصحاب العمولات واستبدالها بترسيخ الصناعة كما كانت قديما، مشيرا إلى أن تغيير هذا الوضع ليس سهلا لكن بجهودنا وحرصنا بدأنا نلمسه في قطاع العمرة. وأوضح بنتن إلى أن صناعة الحج والعمرة منتشرة حتى في الخارج وتدر مداخيل عالية وأهل مكة أولى بها وأن المطوفين يعرفون هذا الأمر حيث كانوا يذهبون لبلدان الحجاج واستقبالهم حتى في بيوتهم، مبينا أن حكومتنا الرشيدة هيأت مشاريع كبيرة عظيمة والحاج لا يلمسها لأن مشغول بتدبر أموره مع عدد من بني جلدته، ممثلا بتحول طريق جدة إلى 5 خطوط دون أن يتنبه له أحد أو تتأثر به المواسم. وبيّن وزير الحج والعمرة أن الحاج لا يستمتع بهذه المشاريع العملاقة التي انشأتها قيادتنا الرشيدة بل قد يرجع منتقدا لأنه لم يحصل على الخدمات التي يريدها من ابن مكة الذي يعتبرها ويفرح لابتسامته، مؤكدا على السعي لترسيخ صناعة ضيافة وفود الرحمن بمشاريع قادمة كمشروع القرية العالمية وغيرها. وأبان بنتن أن سعر تأشيرة الحج والعمرة لا تؤثر على مسلمي العالم وقد تكفلت حكومة خادم الحرمين الشريفين بتكلفتها لمن يقدم لأول مرة وإنما تقع على مكرري الحج والعمرة وأن الوزارة تتجه لطرح حلول متنوعة بأسعار مناسبة كطرح تأشيرة لمن لا يجلس أكثر من 5 أيام بخمسمائة ريال، مشددا على أبناء مكة بمحاربة السمسرة ورفض العمولات وصناعة الضيافة التي تليق بنا وبمكانتنا. إسهام مشرّف وفي كلمة أرباب الطوائف أوضح نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة مطوفي الدول العربية محمد معاجيني أن المؤسسة تشرف بانتساب الشيخ عادل أمين حافظ وإخوانه ابنائه لأسرة الطوافة ، ليس أول مشاركة له في خدمة مكة وإنما لهم اسهامات كبيرة متوالية خاصة في مركاز حي النزهة التي استضاف الحجاج على مدى عامين وتقديم الخدمات لحجاج بيت الله الحرام، موجها الشكر لهم على ما بذلوه ولكل من دعم إقامة هذا المهرجان من إمارة منطقة مكة وأمانة العاصمة المقدسة. لغة الأرقام وأكد رئيس مركز حي النزهة صاحب فكرة الحارة المكاوية الشيخ عادل أمين حافظ أن ساعات بناء الحارة قد تجاوزت أكثر من 4320 ساعة طوال 6 أشهر وقد افتتح المهرجان طوال 30 يوما تشكل 250 ساعة، مضيفا أن المحاكاة الزمنية استدعت توظيف 364 شخصا وأداة كما احتوى المعرض على أكثر من 470 قطعة أثرية وشاركت به 180 أسرة منتجة وعرض 25 مهنة تراثية و 8 مهن منقرضة. ولفت حافظ إلى أن المهرجان لم يغفل الجانب الثقافي حيث نظم 10 ندوات ثقافية واستضاف 20 جهة حكومية وأهلية وقدم أكثر من 1000 هدية رمزية للزوار واستقبل 34 وفدا زائرا كما استقطب أكثر من 300 شخصية اعتبارية ومجتمعية وتوج بإقبال بلغ 200 ألف زائر. أثر عميق وفي كلمة الراعي الرئيسي للمهرجان شركة أركان المشاعر أوضح المهندس أمين عادل أمين حافظ أن هذا المهرجان الذي ارتاده خلال ثلاثين يوما مئتا ألف زائر وزائرة مستمتعين بما حوى من تراث جمعه الشيخ الوالد عادل أمين حافظ أقيم من أجل عيون أهل مكة كبارا وصغارا هذا بالإضافة إلى جانب المهرجان الاجتماعي والثقافي والترفيهي ، فالشكر كل الشكر لكل من دعم إقامة المهرجان وعلى رأسهم مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل الذي وافق على إقامة هذا المهرجان الذي يُعدُّ نافذة يطل منها جيل الأبناء والأحفاد على ماضي الآباء والأجداد لتبقى صورة الحياة المكية متسلسلة في أذهان الأجيال.