عقد أصحاب السمو والمعالي وزراء الثقافة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اليوم في مملكة البحرين، اجتماعهم التاسع عشر في إطار التعاون والتنسيق بين دول المجلس لمسيرة العمل الثقافي، و القضايا والمشاريع الثقافية لدول المنطقة. ورأس وفد المملكة إلى الاجتماع معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة. وفي بداية الاجتماع، رحبت وزيرة الثقافة البحرينية الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، بالوزراء، والحضور، ونقلت تحيات صاحب الجلالة الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الامير سلمان بن حمد ال خليفة ولي العهد نائب القائد الاعلى النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء. وأشارت إلى، أهمية العمل الثقافي الخليجي، ودور الثقافة في التواصل والتعزيز الثقافي بين دول الأعضاء، والاعتناء بكل ما يهم الثقافة ويعمل على شأنها، مما ينعكس على الجميع. بعدها ألقى الأمين العام المساعد لقطاع الشؤون الثقافية والإعلامية بالأمانة العامة لمجلس التعاوني الخليجي، خالد الغساني كلمة، رحب فيها بالجميع، مقدما بالنيابة عن الجميع لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين، ورئيس الدورة الحالية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وإلى ولي عهده سلمان بن حمد آل خليفة، وإلى الشيخ خليفة بن حمد آل خليفة رئيس مجلس الوزراء بمملكة البحرين، بأسمي آيات الثناء والشكر على الدعوة الكريمة لعقد هذا الاجتماع. وأضاف الغساني، أنه لا غرو أن الثقافة بمفهومها العام والشامل، هي انعكاس صريح وصادق عن التنمية والتطور في مختلف الميادين، وأشيد بالجهود والمباركة والكبيرة التي بذلتها المملكة العربية السعودية خلال فترة رئاستها في العام الفائت، والجهود التي ما تزال تبذلها في سبيل تحقيق أهداف وتطلعات الاتفاقات والفعاليات المشتركة والبرامج المتفق عليها بناء على ما تضمنته الاستراتيجية الثقافية من بنود وآليات، جنبا إلى جنب مع شقيقاتها في دول المجلس، مرحبا بوزراء الخليج جميعا. وأوضح الغساني، أنه مرت ثلاثة عقود من الزمن تقريبا، منذ أول اجتماع عقد على مستوى الوزراء المعنيين بالشأن الثقافي في دول المجلس، وكان ذلك في مدينة مسقط عام 1986، ومنذ ذلك الحين وقبل ذلك، والهم الثقافي المشترك يجمعنا بأواصر المحبة والرغبة الأكيدة في تطوير إمكاناتنا والرقي برؤانا في مجال الثقافة، تلبية لطموحات نحسب أنها ترقى إلى مستوى دول العالم كافة، خصوصا عنما يتعلق الأمر بأعظم ذخيرة تتوارثها الأجيال ألا وهي التاريخ والفنون والموروث الشعبي، بمختلف حوامله وتشعباته التي تغوص في واقع الأمة ثم تنتشر في أفيائها لتمنحها النكهة التي تميزها عن سائر الأمم. وأبان الأمين المساعد، أن هذا الاجتماع بالذات، ينعقد في ظل ظروف دقيقة وحرجة تمر بها الأمة قاطبة، ودول مجلس التعاون على نحو خاص، ففي ظل المتغيرات الهائلة وتحت ظلال التطورات الجذرية التي تعصف بكل ركن من أركان الوطن العربي، أضحى لزاما علينا، لا أن نواكب هذه المتغيرات والتطورات وحسب، بل أن نكون متقدمين عليها في الأطروحات والحلول، لأن ما يجري الآن أمامنا قد يكون غدا بعيدا عن أحلامنا وواقعنا الذي نحلم بتغييره. وأشار الغساني، إلى أنه تم تحديد سقفا زمنيا لتنفيذ طموحات وآمال الاستراتيجية الثقافية يبلغ عشر سنوات، وأنه في ظل الظروف والوقائع الجديدة، أن الزمن بات لزاما علينا تنفيذ هذه الاستراتيجية في زمن أقصر، وأن نجترح منذ الآن أفكارا جديدة تليق بهذا الواقع الجديد وغير المسبوق، فلم يعد الوقت المتراخي ولا الأفكار المتأنية في صالح الرؤى التي بنيت على أساسها الاستراتيجية الثقافية ومفاعليها، حيث علينا منذ هذه اللحظة أن ندرك بأن العالم قد تغير فعلا، وأننا لأول مرة نشهد الزمن وهو يمضى مولولا ومستغيثا من الكم الهائل من الأفكار والمتغيرات، ما جعل من الواجب علينا أن نتسلح الأدوات المناسبة للتعامل مع هذه المستجدات بروح العصر. ولفت إلى أن الاجتماع الذي يعقد في ظل هذه الظروف، يجعل الأمانة العامة تستشعر مسؤولياتها الجسام تجاه تفعيل العمل المشترك الحقيقي والفعلي، وتجد أن من الواجب تسليط الضوء على هذه المتغيرات داخل الاطار العام للاستراتيجية الثقافية وحسب، ولكن في أساليب واجراءات تنفيذ البرامج أيضا، أننا مطالبون بالانطلاق نحو آفاق أوسع في التطوير والتنمية، لعملنا الثقافي، بحيث يأخذ الطابع المؤسساتي لا الفردي، إذا ما أردنا أن تكون استجابتنا لتراثنا وقيمنا ومقدراتنا، استجابة صحيحة وتعكس الحقيقة المثلى لحضارتنا وثقافتنا العربية والإسلامية، والتأكيد على اننا قطعنا أشواطا بعيدة، وحققنا نتائج تراكمية جيدة في عملنا الثقافي وعلى كافة المستويات، نمت ورسخت المواطنة الخليجية التي نعتقد جازمين بأنه قد آن الأوان أن نمنحها الاهتمام الكافي من القدرة التي تجذر رسوخها وتنمي ثمارها. وناقش الاجتماع بعد ذلك، عددًا من القضايا، حول المشاريع والقضايا الثقافية التي تعنى بدول مجلس التعاون، والأنشطة الثقافية المقر تنفيذها، ضمن الاستراتيجية الثقافية للدول، وتحويل هذه الاستراتيجية إلى برامج قابلة للتطبيق، واقتراح عدد من آليات تعزيز التواصل بين الدول الأعضاء، وتبادل قواعد البيانات الثقافية، وسبل التعاون الثقافي، وتعزيز الهوية الخليجية، واهتمامه الدائم بتعزيز مكانة اللغة العربية، والاعتناء بالموروث الثقافي والفني الإسلامي. شارك في الاجتماع معالي نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر ووكيل الوزارة للشؤون الثقافية الدكتور ناصر بن صالح الحجيلان ومدير عام النشاطات الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام عبدالرحمن الأحمدي.