أكد ماهر بن صالح جمال رئيس مجلس إدارة مكةالمكرمة أن "ملتقى منافع" الأول الذي ستنطلق أعماله مساء السبت بمقر الغرفة يستهدف في إحدى مفاصله تأسيس سوق كبير للمعارض والمنتديات، مبينا أن الملتقى يأتي اتساقاً مع الرؤية 2030 التي كرست توجهاً للاستفادة من ملفي الحج والعمرة، إذ يعمد إلى توجيه الدول والجهات المشاركة إلى الفرص الاستثمارية المتاحة في دول العالم الإسلامي والمملكة التي يهفو مليار مسلم لزيارتها بغية أداء المناسك. وقال خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم "الأربعاء"، إن الملتقى يأتي انطلاقا من الآية الكريمة ("ليشهدوا منافع لهم") للاستفادة منها في التبادل التجاري بين المسلمين، وزاد: "مكةالمكرمة اشتهرت برحلة الشتاء والصيف، إذ كانت تربط بين خط الحرير أو بين الشرق والغرب والشمال والجنوب، ونحن نريد أن نعيد لمكةالمكرمة هذه المكانة، وهناك فرصة كبيرة جدا في ظل وجود نحو 1.6 مليار مسلم يتوقون إلى الحج والعمرة، وتكرارها". أضاف جمال إن انطلاق الملتقى في دورته الأولى هو نوع من توجيه المسلمين لوجود فرص كبيرة جداً، وبالذات في مكةالمكرمة لوطننا العزيز، وأن أمام رجال الاعمال فرص تجارية متاحة في كافة الدول الإسلامية وغير الإسلامية. وتناول بالحديث توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على بذل كل ما فيه المصلحة للحجاج والمعتمرين وأيضا ما فيه تنمية الوطن والمواطنين، فضلا عن الفرص التجارية والاستثمارية لهم، مضيفاً: "لذلك نسعى لأن تكون هذه الانطلاقة الأولى للملتقى تمثيل للدول المشاركة عبر ملحقياتها التجارية، ونأمل أن تكون نسخته الثانية والثالثة أكبر توسعاً بأن تكون هناك أجنحة كبيرة للدول ووجود شركات منها". وأوضح أن من أهداف الملتقى أن يتم إنشاء سوق دائم للدول الإسلامية في مكةالمكرمة بحيث يستفيد من يأتي للحج أو العمرة بزيارة هذه الأسواق، ويمكن عقد صفقات استثمارية أو تبادل المنافع التجارية، مما يساعد في رفع مقدرات التبادل التجاري بين الدول وتنمية العلاقات بين العالم الاسلامي. وأعرب رئيس مجلس إدارة غرفة مكةالمكرمة عن أمله في أن تصيب التجربة الأولى للملتقى النجاح المطلوب، مع توقعاته بورود ملاحظات يمكنها أن تحسن من النسخ المقبلة من الملتقى. وخلال رده على مداخلات ممثلي الصحف أكد جمال أنه كلما كانت هناك صفقات بين القطاعات الاقتصادية وغيرها في العالم الإسلامي كلما تحقق الهدف من الملتقى، وأردف: "هذا الملتقى لو حقق التعريف بالفرص الاستثمارية سنعتبره نجاح كاف لغرفة مكةالمكرمة في هذا المنحى، ونحن لا نسعى لتحقيق ربحا مادياً للغرفة بقدر ما ننظر لتحقيق التعارف بين المسلمين، خاصة وأن دول العالم الإسلامي ارتفعت جودة الصناعات فيها بشكل لافت، فكلما زاد التبادل بيننا كلما ساهم ذلك في تنمية هذه الدول". ولفت إلى أن مشروع "صنع في مكة" الذي تتبناه الغرفة ليس محددا في الأسر المنتجة فقط ولكنها تشكل جزءا من المشروع، مؤكدا أنه ملف يتم تطويره بشكل مستمر، وهذه السنة آثرنا أن يكون تواجد أكبر قدر ممكن من الدول حتى يتم التعريف منتجاتنا والتي وصلت بعضها للعالمية، ولذا سيكون التوجه لإنشاء مركز للمعارض تتواجد فيه الصناعات السعودية بالتركيز على المكية منها. وتابع: "المملكة تفخر بأن لها منتجات في العديد من المجالات مثل البتروكيماويات والعطور والأغذية والالكترونيات المتقدمة، والسفن المتقدمة، وصناعات في قطاع التعدين، بجهود الجميع وضمن برنامج الرؤية 2030 وخلق برامج التبادل التجاري والصناعي". وتناول بالحديث العمل في الغرفة التجارية بالتأكيد على أنها تعمل وفق استراتيجية وضعت منذ ثمان سنوات، ولا يتم تغييرها بين مرحلة وأخرى، بل هناك نوعا من تطوير المنتجات، مشيداً بالشباب العامل في الأمانة العامة، والذي يعمل وفق روح العمل الجماعي وهم المحرك الرئيسي للأداء، مؤكدا أن مجلس الإدارة يعمل مساندا لهم بشكل دائم.