لايزال خطر داعش مستمراً.. ولاتزال مسلسلاتها تتوالى تباعاً.. الهدف منها زعزعة أمننا وخلخلة صفنا وهزيمة أنفسنا من الداخل، كل ذلك يتم عن طريق نشر مقاطع لجرائمهم الغادرة ، يساعدهم في نشرها جاهلون من أبناء مجتمعنا بحسن نية. فقبل أيام طالعنا عبر برامج التواصل الاجتماعي استشهاد رجل الأمن على يد هذه الحثالة الجبانة التي تلبست بالغدر والخيانة وانكار العشرة والرحم. والملفت للنظر والجديد في هذه الحادثة الفاجعة ذلك التحول الخطير الذي لا يبشر بخير اطلاقا ألا وهو استهداف دعاة داعش لأصحاب العقول النيرة والمتعلمة من أبناء مجتمعنا لتجنيدهم والإستفادة منهم في تنفيذ مئاربهم الخبيثة وتحويلهم إلى معاول هدم بدل أن كانوا أدوات بناء نفخر بهم. إن الجناة الذين برزوا في هذه الفاجعة أحدهم طبيب والآخر مهندس أي أنهم من علية طبقة المجتمع ممن علمهم المجتمع طوال عقدين من الزمان لينتفع بعلمهم من أجل أن يحموه ويدفعوا عنه عدوه ، فيفاجأ بأن تعليمه فيهم ذهب سدى فقد غدروا بأقرب من يكون إليهم غدروا بابن عمهم السوي الذي لم يتعلم في نظرهم إلا القليل لكنه كان أفضل وأخلص منهم علما حيث افاد بتعليمه مجتمعه ، فوقف حارسا له يكلأه من كل عدو متربص بأمنه. وكأني بذلك المسكين وهو يفاجأ بغدر بني عمه ممن كان يراهم نموذجاً لفداء الوطن ونموذجا لطلب العلم والرقي بخدمة هذا الوطن المعطاء يتفاجأ بهم وقد لطخوا أيدهم بالخيانة والغدر. لقد استشهد هذا الأبي الفارس .. وتركنا نحن والوطن مكلومين بأيدي الغدر ، وإننا لنعجب كيف استطاع الداعشيون الوصول الى هذه الطبقة المتعلمة المثقفة النيرة.!!؟. بالأمس كانوا يستهدفون النساء والمراهقين ممن لاعلم لهم ولا حصانة واليوم اخترقوا وسجلوا رقما قياسيا باقناع من كنا نظن ونتيقن أنهم لن يصلهم فكرهم الخبيث. انه وبعد سماع هذه الحادثة لابد أن نعيد التفكير ونكرس الجهود ونجيش جميع الوسائل المتاحة في نشر الفكر المعتدل ومحاربة هذا الفكر الضال من كل النواحي ، وعلى كل قلم حر أن يكتب ويحذر وينبه كل من يصله مداد قلمه ، وعلى المعلم والخطيب والمدير والخفير أن يجندوا أنفسهم حماة لهذا الوطن ولأبنائه ويكونوا دروعا لصد لوثة الفكر الضال فكلنا مستهدفون، وليخسأ أعداء الله. ولا نزال نكرر ونطالب الجهات المعنية بمراقبة برامج التواصل الاجتماعي وخصوصا تويتر واليوتوب ففيهما السم الزعاف وهما مفرخة الارهاب ولا نفوذ للدواعش إلا من خلالهما. إن حجب حسابات عملاء داعش وصفحاتهم أهم بكثير من حجب الصفحات الإباحية فرواد هذه يتوبون ويستغفرون منها، وتلك الحالقه التي تدمر الدين والامن والمجتمع وروادها لا يتوبون ولاهم يذّكرون فقد ضل سعيهم في الحياة الدنيا ويحسبون أنهم مهتدون . نسأل الله عز وجل الأمن والأمان وأن يبصرنا بعواقب الأمور وأن يكف عنا شر الأشرار وكيد الخوارج المارقين. أشكركم على المتابعة