بقلم : أ- ماجد الهذلي كلنا فخورين بالأطباء السعوديين الذين يمارسون تخصصاتهم ويبدعون فيها ، لكن المشكلة الرئيسة حينما يترجل المبدع عن ابداعه ليتجه لتخصص جديد لم يعرفه يوماً ولم يؤهل فيه . المشكلة هنا أنه يضن أنه سوف يحقق نجاحات توازي نجاحاته في تخصصه معتمداً على الصورة الذهنية لديه حول نفسة وحول ما حققه في تخصصه . لن أتحدث اليوم عن الاقتحام الجماعي للأطباء لتخصص الادارة الصحية فهذا موضوع طرق كثيراً بل وكان هناك الكثير من الابحاث حول نجاح أو فشل الطبيب كمدير وقائد ، الموضوع اليوم أهم وأخطر وهو تحول بعض الاطباء من تخصص الطب النفسي أو غيره من التخصصات مثل طب الاسرة والمجتمع لممارسة دور الأخصائي النفسي العيادي والعلاج النفسي بغير تأهيل. أتذكر في أحد نقاشاتي مع أحد الزملاء الاطباء سألت : هل تمانعون أن يقوم الأخصائي النفسي العيادي بصرف الادوية فهي قليله خمس مجموعات والجميع يعرفها ؟ فما كانت إجابته الا أن قال لا أبداً يجب أن يكون مؤهلاً ولا يكون ذلك الا بدراسة الطب . فأجبته أذاً كيف تسمحون لأنفسكم الدخول لعلم لم تتأهلون لدخوله ! أن الوعي الحالي للناس حول العلاج النفسي الغير دوائي وفوائده كونه يعطي نفس النتيجة للعلاج الدوائي مع تجنب أي اضرار جانبية للدواء مع أقل حدوث للانتكاسات وهذا ما بينته الكثير من الدراسات جعل مهنة الأخصائي النفسي العيادي مطلب مهم لطالبي الخدمات النفسية مما جعل بعض الاطباء يسعى للانخراط بدورات عبر المراسلة أو ديبلومات من معاهد تجارية في العلاج الذهني السلوكي (المعرفي السلوكي ) لا تؤهلهم لهذا العمل . أرى بالتأكيد أن الغرض ليس الكسب المادي على الرغم من أن العيادات الخاصة تجني الكثير فالبعض يتقاضى على الجلسة الواحد قرابة الست مائة ريال وليس بلا أدنى شك السعي للشهرة والوقوف خلف فلاشات الاضواء وعدسات الكمرات ، قد يكون الهدف نبيلاً كونهم يردون مساعدة المحتاجين لهذه الخدمة ولكن هذا الهدف النبيل لا يجيز لهم الممارسة العيادية بدون تأهيل حقيقي حسب المعايير العالمية وهي : المعرفة العلمية النفسية الأساسية والمعرفة العلمية العيادية وأخيراً الخبرة العلمية العيادية تحت إشراف منظم ولصيق بواقع الف ساعة منها اربع مائة ساعة أتصال عيادي ، بغير ذلك يصبح الدخول في العلاج النفسي والعلاج الذهني السلوكي عبث مهني ويفقد الطبيب هدفه النبيل بمساعدة الآخرين المحتاجين لهذه الخدمة الا اذا كان الهدف غير ذلك !!؟ …. أخشى أن تفقد الخدمات النفسية جودتها نتيجة ذلك ويصبح المتضرر الوحيد متلقى الخدمة والمحتاجين لها وتعاد تجربة الطبيب المدير في ثوب الطبيب المعالج سلوكياً.