قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الثلاثاء إن بلاده أحبطت 20 هجوما لمتشددين هذا العام وانها تكثف جهودها لاستئصال الإرهاب في الداخل بعد قرابة ثلاثة أسابيع من استهلالها حملة ضربات جوية على المقاتلين الإسلاميين في سوريا. وألقت السلطات الروسية القبض على عدد من الأشخاص المشتبه بأنهم متشددون منذ بدأت موسكو حملتها الجوية في سوريا في الثلاثين من سبتمبر أيلول وهو ما أثار مخاوف من احتمال سعي المتشددين للانتقام بمهاجمة أهداف داخل روسيا. كان جهاز الأمن الاتحادي الروسي (إف.إس.بي) قال قبل أيام إنه أحبط مخططا لمهاجمة شبكة قطارات أنفاق موسكو المزدحمة باستخدام متفجرات وهي أنباء أعادت لأذهان الروس ذكريات مؤلمة عن سلسلة من الهجمات المميتة على قطارات الأنفاق في العقد الماضي. وقال إف.إس.بي إن بعض الرجال المعتقلين تلقوا تدريبات لدى تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. وفي كلمته خلال اجتماع في الكرملين مع ضباط بالجيش قال بوتين إن جهاز إف.إس.بي قتل 112 متشددا واعتقل أكثر من 560 آخرين حتى الآن هذا العام. وقال بوتين "الموقف الدولي المعقد يتطلب أن نكثف جهودنا في مكافحة الإرهاب خاصة داخل بلدنا." وأضاف الرئيس الروسي "يجب أن نتصرف بحيوية وكفاءة (كما كنا في الماضي). ومن المهم كشف الصلات بين المتشددين الروس والجماعات الإهابية الدولية ورعاتها." جاءت تصريحات بوتين بعد إعلان الشرطة الروسية عن اعتقال 20 مشتبها به واتهامهم بتمويل الإرهاب والدعوة إلى إقامة خلافة إسلامية على الأراضي الروسية. وقالت وزارة الداخلية الروسية إنها فتشت 24 مسكنا في منطقة موسكو يقيم بها أعضاء في منظمة حزب التحرير المحظورة. وقالت الوزارة في بيان "إن أعضاء المنظمة الإرهابية يجندون أتباعا جددا ويوزعون مواد دينية محظورة ويجمعون أموالا لأغراض منها تمويل المتشددين المسلحين." وقال بوتين إن مقاتلي الدولة الإسلامية في سوريا يخططون لزعزعة استقرار مناطق اخرى ويجندون روسا ومواطنين من دول سوفيتية سابقة أخرى في إطار هدفهم لتوسيع عملياتهم. وأبرز المناطق الجاذبة للمتشددين الإسلاميين في روسيا هي شمال القوقاز ذات الأغلبية المسلمة ومنها جمهوريات الشيشان وداغستان والأنجوش حيث نشطت حركات تمرد إسلامية لسنوات. وخاضت روسيا حربين في الشيشان منذ انهيار الاتحاد السوفيتي وتعتمد حاليا على الزعيم الشيشاني الموالي للكرملين رمضان قادروف في استخدام القوة للحفاظ على الهدوء النسبي بالمنطقة. وتقول الحكومة الروسية إنها تشعر بالقلق أيضا بشأن الانتشار المحتمل للحركات الجهادية في الجمهوريات السوفيتية السابقة بآسيا الوسطى وهي منطقة يصفها استراتيجيون روس بأنها "نقطة الضعف" لدى روسيا.