قام فريق أبحاث الحج الطبية وبالتعاون مع كلا من معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة ومدينة الملك عبدالله الطبية وكلية الطب برابغ في جامعة الملك عبدالعزيز بتقديم مشروع طبي يهتم بصحة ضيوف الرحمن من خلال تقديم الرعاية الصحية التطوعية وبحث سبل الوقاية من الأمراض الصدرية المعدية بين الحجاج. وتأتي أهمية هذا المشروع الطبي كونه يقام خلال موسم الحج العظيم الذي يجتمع فيه الملايين من المسلمين في مكان واحد وينتقلون سويا لأداء شعائر الحج. وهذا التجمع والحشد البشري يحتاج إلى جهود عظيمة لحمايتها من أي خطر صحي. وشارك في هذا المشروع خلال العام قرابة 300 طبيب وطبيبة وطلبة الكليات الصحية من مختلف جامعات المملكة، حيث قاموا بمتابعة الحالة الصحية لأكثر من خمسة آلاف حاج بشكل يومي منذ وصولهم لمكان إقامتهم في مخيماتهم بمنى في يوم التروية (الثامن من شهر ذي الحجة) وحتى مغادرتهم في آخر أيام التشريق. ومن خلال هذه المتابعة اليومية لصحة الحجاج نستطيع معرفة وفهم طريقة انتشار الأمراض المعدية بشكل أكثر وضوحا ومعرفة أفضل الطرق والسبل للوقاية من الإصابة بها. وأوضح الدكتور أسامة بارشيد الاستشاري المساعد للصحة العامة بمدينة الملك عبدالله الطبية والمشرف العام على برنامج أبحاث الحج الطبية أنه: تم جمع حوالي 312 عينة (مسحة من الأنف أو الحلق) من حوالي 5000 حاج وحاجة و بمتابعة الحالة الصحية لهم بشكل يومي. وسيتم تحليل نتائج هذا البحث في أحد أفضل المختبرات في العالم وتحت إشراف خبراء وأكاديميين من كلية الطب بجامعة سيدني بأستراليا ومن ثم نشر النتائج العلمية والتوصيات المتعلقة ببحث هذا العام للجهات العلمية المتخصصة. وأضاف د. بارشيد بأن هذه الأبحاث سيكون لها أثر مهم على صحة حجاج بيت الله تعالى في المواسم القادمة بل ويتعداه ليشمل كذلك الحشود والتجمعات البشرية الأخرى مثل المناسبات الرياضية والثقافية المختلفة، مما يعزز من الدور الريادي للمملكة في مجال طب الحشود والتجمعات البشرية. هذا ولم ينسى المشاركون واجب مهنتهم، فقد قاموا بتقديم الدعم الطبي للحجاج المصابين في تدافع منى يوم العاشر من ذي الحجة. وهذا يجسد أهمية وجود مثل هذه المشاريع الصحية التطوعية خلال موسم الحج والتي تتكامل مع جهود بقية الجهات الصحية المختلفة في تعزيز صحة ضيوف الرحمن.