قال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الجمعة إن تنظيم الدولة الإسلامية ارتكب ثاني أكبر مذبحة للمدنيين في سوريا خلال هجوم شنه على مدينة كوباني وقرية قريبة منها قتل خلاله 145 مدنيا إلى الآن. وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد إن القتال بين وحدات حماية الشعب الكردية ومقاتلي الدولة الإسلامية الذين تسللوا إلى كوباني الواقعة على الحدود التركية يوم الخميس استمر لليوم الثاني. وقالت الأممالمتحدة إن هجوما منفصلا للدولة الإسلامية على المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في مدينة الحسكة الواقعة في شمال شرق سوريا تسبب في إرغام ما يقدر بستين ألف شخص على الفرار محذرة من أن ما يصل إلى 200 ألف شخص قد يحاولون الفرار في نهاية المطاف. وللدولة الاسلامية سجل حافل بارتكاب أعمال قتل واسعة النطاق للمدنيين في الاراضي التي استولت عليها في كل من العراقوسوريا والتي أعلنت فيها الخلافة. وقال عبد الرحمن إن الهجوم على كوباني التي تسكنها أغلبية كردية وقرية برخ بوطان القريبة يمثل ثاني أكبر مذبحة يرتكبها تنظيم الدولة الإسلامية بحق المدنيين منذ مقتل المئات من أبناء عشيرة الشعيطات السنية في شرق سوريا العام الماضي. وقال ان 146 مدنيا قتلوا. وقال مسؤولون أكراد ان 145 شخصا على الاقل قتلوا. وأضاف أن الهجوم تخللته ثلاثة هجمات انتحارية بسيارات ملغومة على الأقل وأن من بين القتلى شيوخا ونساء وأطفالا. وأفاد تقرير بأن مقاتلي الدولة الإسلامية المهاجمين كانوا بضع عشرات وأنهم دخلوا المدينة في خمس سيارات متخفين في زي مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية وجماعات معارضة سورية. وقال المرصد أنه في هجوم يوم الجمعة اشتبك مقاتلو الدولة الاسلامية مع قوات الحكومة السورية في جنوب الحسكة لليوم الثاني وان القذائف أصابت مناطق بوسط البلدة. وانتشر مقاتلو الدولة الاسلامية فيما يبدو في جنوب شرق المدينة التي قسمت الى مناطق منفصلة بعضها تديرها الحكومة السورية والأخرى تشرف عليها ادارة كردية. وشن تنظيم الدولة الإسلامية الهجوم المزدوج في الساعات الأولى من يوم الخميس في محاولة لاستعادة زمام المبادرة بعد أن تقدمت قوات يقودها الأكراد بدعم من ضربات جوية للتحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة إلى مسافة 50 كيلومترا من مدينة الرقة العاصمة الفعلية للتنظيم المتشدد. وانتقت الدولة الإسلامية في كل من الهجومين أهدافا يصعب على التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة تقديم الدعم الجوي فيها. وفي كوباني التي تعرف أيضا بعين العرب ينطوي القصف الجوي على مخاطرة بسقوط قتلى مدنيين في المناطق السكنية التي استهدفتها الدولة الإسلامية بالهجوم. وفي الحسكة تقع اهداف الدولة الاسلامية في مناطق تسيطر عليها القوات السورية الموالية للرئيس بشار الاسد. واستبعد التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة الذي ينفذ ضربات جوية ضد أهداف الدولة الاسلامية في سورياوالعراق منذ العام الماضي التعاون مع دمشق. وشهدت كوباني واحدة من أكبر المعارك ضد الدولة الإسلامية في 2014. وفي النهاية طردت القوات الكردية المتشددين من المدينة في يناير كانون الثاني بمساعدة الضربات الجوية الأمريكية ومقاتلين أكراد عراقيين بعد شهور من القتال. وشهدت الاسابيع القليلة الماضية تحولا في مجريات القتال عدة مرات ضد الدولة الاسلامية. حيث تقدم مقاتلو التنظيم بسرعة في الشهر الماضي واستولوا على مدن في سورياوالعراق قبل أن تتقدم القوات الكردية وتستولي على مساحات من الأرض في سوريا. وتبنى مقاتلو الدولة الاسلامية في أغلب الاحوال تكتيكا بشن هجمات في أماكن أخرى عندما يفقدون أراضي. وفي الحسكة استولت الدولة الإسلامية على حي واحد على الأقل في المدينة يوم الخميس. وقال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن ما يقدر بخمسين ألف شخص نزحوا داخل الحسكة بينما غادرها عشرة آلاف آخرون إلى بلدة قريبة من الحدود التركية. وقال رئيس بلدية الحسكة الذي تحدث إلى التلفزيون السوري إن المدينة آمنة داعيا السكان إلى العودة إلى بيوتهم. لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن القتال مستمر في المدينة. وأضاف أن القوات الحكومية تشن غارات جوية على مناطق جنوبي الحسكة واقعة تحت سيطرة الدولة الإسلامية. وقالت الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) ان عشرات من مقاتلي الدولة الاسلامية قتلوا في القصف. ولم يتسن التأكد من هذا التقرير من مصدر مستقل. وخسر الاسد مساحات من الأرض منذ مارس اذار في شمال غرب سوريا وفي جنوبها ووسطها لحساب خليط من الجماعات المسلحة ومن بينها الدولة الاسلامية وجماعات سنية متشددة أخرى. وقال المرصد ان 34 شخصا على الاقل قتلوا في محافظة درعا في جنوبسوريا منذ ان شنت الجبهة الجنوبية عملية يوم الخميس للاستيلاء على مناطق مازالت خاضعة لسيطرة الحكومة. وقال قائد إحدى المجموعات التي تقاتل في الجنوب ان تقدما تحقق لكنه ليس سريعا. وقال بشار الزعبي قائد جيش اليرموك لرويترز ان المعركة مستمرة. ولجبهة النصرة وجود أيضا في الجنوب. وقالت الوكالة السورية ان الجيش استهدف جبهة النصرة يوم الجمعة وقتل عددا من مقاتليها ودمر أسلحتهم. وتركز الحكومة على تأمين السيطرة على المدن الرئيسية في الغرب بما فيها دمشق بدعم عسكري مهم من جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من ايران.