أكدت دراسة حديثة صادرة عن أمانة العاصمة المقدسة، أن وجود عيوب إنشائية وتصدعات ببعض المنشآت أستوجب الأمر معها إزالتها في بعض الاحيان، باتت تهدد الثروة العقارية في المملكة في الوقت الحالي، مشيرة الدراسة التي قدمها مكتب المهندس زكي الجوهرجي للاستشارات الهندسية إلى إن من المباني التي تمت إزالتها كان مبنى ضخم في حي العزيزية في مكةالمكرمة نظراً لوجود خطأ هندسي تبلغ كلفة الحل له قيمة تكلفة البناء مرة أخرى. وأبانت الدراسة التي تم تقديمها أمس الاثنين خلال ورشة العمل الأولى والخاصة بالتعريف ببرنامج تطوير صناعة الخرسانة الجاهزة في العاصمة المقدسة، والتي نظمتها الغرفة التجارية الصناعية في مكةالمكرمة في مقرها في حي التخصصي، بالتعاون مع أمانة العاصمة المقدسة، إن جودة الخرسانة بقيت دون المستوى المأمول وذلك لعدة أسباب أهمها: عدم وجود نظام لضبط الجودة ذاتيا لدى معظم المصانع، وغياب الرقابة الخارجية على جودة الإنتاج. ولفتت إلى إن اعتماد معظم المنشآت في المملكة في الوقت الحالي على استخدام الخرسانة الجاهزة، مما أدى معه الى زيادة مطردة في عدد مصانع الخرسانة الجاهزة، جعل من أمانة العاصمة المقدسة تتحرك لوضع برنامج لتطوير صناعة الخرسانة الجاهزة لضمان جودة الخرسانة المنتجة، وذلك من خلال تطوير تجهيزات تلك المصانع وجودة الانتاج بها ثم تصنيفها سنويا. ويتمحور الهدف الأساسي للبرنامج الذي احتضنت غرفة مكة انطلاقته، في ضمان جودة الخرسانة الجاهزة المنتجة ومطابقتها للشروط والمواصفات الفنية برفع مستوى أداء مصانع الخرسانة الجاهزة وذلك عن طريق: استكمال التجهيزات الأساسية في مصانع الخرسانة الجاهزة القائمة وفقاً للاشتراطات والمعايير التي أصدرتها وزارة الشؤون البلدية والقروية، استكمال الجهاز الفني القائم بأعمال ضبط الجودة في كل مصنع وذلك لتفعيل دورة المراقبة الذاتية في المصنع، إعداد قاعدة بيانات متكاملة عن صناعة الخرسانة الجاهزة في مكةالمكرمة، ونشر الوعي بين المهندسين والمواطنين عن المواصفات الفنية للخرسانة الجاهزة والسبل الكفيلة بالحفاظ على جودتها. وحول الاستراتيجية العامة للبرنامج الذي تم عرضه في ورشة العمل التي وصفها مسئولين فيها بأنها الأولى منذ أكثر من عقد من الزمان مضى، قال سعود الصاعدي عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في مكةالمكرمة ورئيس لجنة مصانع الخرسانة الجاهزة:" البرنامج وفقا للعرض المقدم من الأمانة، يتبنى استراتيجية هامة، تدعو إلى مراقبة جودة إنتاج مصانع الخرسانة الجاهزة و مطابقتها للمواصفات الفنية، ويشمل البرنامج جميع مصانع الخرسانة بمكة النظامية و غير النظامية، كما أن الاستراتيجية دعت إلى عمل زيارات ميدانية لمصانع الخرسانة بمكة لتقييم تجهيزات تلك المصانع والجهاز الفني ومختبرات الجودة بها، وتقييم جودة الإنتاج بكل مصنع وذلك بأخذ عينات من الخرسانة المنتجة وموادها بشكل عشوائي من مصانع الخرسانة وإجراء الاختبارات اللازمة عليها، وإعداد قائمة تصنيف رسمية للمصانع سنويا حسب نتائج التقييم السنوي لكل مصنع، بالإضافة إلى الاستعانة بمتخصصين في تقنية الخرسانة من جهات أكاديمية للعمل كمستشارين للبرنامج". وكشف الصاعدي إن الدراسة التي قدمتها أمانة العاصمة المقدسة في الورشة، أبانت إن الاستبيان الذي تم إجراءه مع العاملين في القطاع، أظهر إن 37 في المائة من العينة لا يعرفون اشتراطات وزارة الشئون البلدية والقروية لإقامة مصانع بيع الخرسانة الجاهزة، وإن 97 في المائة يؤكدون على أهمية تصنيف مصانع الخرسانة الجاهزة بمكةالمكرمة، مشيراً إلى إن المشاكل التي أظهرها الاستبيان تمثلت في إن 62 في المائة من عينة الاستبيان يشتكون من مشكلة توقيف المرور، ثمانية في المائة يشتكون من زحمة السير في المواسم وأوقات الذروة، 11 في المائة يشتكون من وجود مصانع غير مؤهلة تؤثر على الأسعار. من جهته لفت الدكتور المهندس عبد الله بن شاكر آل غالب الشريف أمين عام الغرفة التجارية الصناعية في مكةالمكرمة، إن توجه أمانة العاصمة المقدسة حيال تطوير صناعة الخرسانة الجاهزة، هو أمر بات مطلباً ضروريا خاصة وإن في مكةالمكرمة نحو 40 مصنعاً ليس مشترك منها في غرفة مكة سوى 14 مصنع، وهو ما يجعل من تلك المصانع بعيدة عن معرفتها بشكل واقعي وقادر على توضيح جودة منتجاتها. وأشار آل غالب إلى إن برنامج التصنيف الذي تتجه الأمانة إلى تطبيقه حسب العرض المقدم في ورشة العمل، يتمثل الغرض منه في الاستمرارية في تقويم المصانع وتحديث قائمة التصنيف سنوياً، تحويل المنافسة السلبية لمنافسة إيجابية، إيجاد تقييم موضوعي ومحايد عن كل مصنع، إيجاد الحافز لتطوير صناعة الخرسانة الجاهزة، دفع بقية المصانع للارتقاء بمستواها لتدخل المنافسة، وأخيراً تشجيع المصانع الممتازة للمحافظة على تميزها. وأبان أمين عام غرفة مكة، إن العديد من الدراسات التي أجريت داخليا وخارجيا على جودة الخرسانة الجاهزة، شددت على ضرورة الالتزام بالمعايير التي تضعها الجهات المعنية، والحرص على اختيار الكفاءات التي تحقق مستويات دقيقة من تلك المعايير، مع ضرورة الاهتمام بالاشتراطات البيئية، والتخزين، ومحطات التعبئة المركزية، والخلاطات وشاحنات نقل الخرسانة، والاستعانة بمختبرات الجودة، والاحتياط للأجواء الحارة التي هي سمة الطقس في السعودية. ودعا ال غالب المستثمرين في قطاع الخرسانة الجاهزة، ان يساندوا أعمال مشروع التطير لصناعة الخرسانة الجاهزة، وكذلك أن يساندوا لجنة مصانع الخرسانة الجاهزة في غرفة مكة، من خلال الاشتراك في الغرفة والعمل على رفد اللجنة بالأفكار والمقترحات التطويرية التي تساعد على النهوض بهذه الصناعة، وقال: " لا بد أن يعمل الجميع على تذليل الصعوبات التي تواجه هذا الصناعة وتحد من نموها ومساهمتها بفاعلية في دعم قطاع البناء والتشييد خصوصاً، والتنمية الاقتصادية عموما بالمملكة".