افتتح معالي نائب وزير التعليم لشؤون البنين الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ ملتقى "القيادة المدرسية.. رؤى مستقبلية"، الذي تنظّمه وزارة التعليم ومشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام (تطوير) من خلال شركة تطوير للخدمات التعليمية تحت إشراف وكالتي التعليم (بنين/ بنات)، أمس (الثلاثاء) في محافظة جدة، بحضور قيادات وزارة التعليم، وأكثر من 500 قيادة مدرسية يمثلون مديري المدارس ورؤساء الإدارة المدرسية من مختلف مناطق المملكة ومحافظاتها، ودول مجلس التعاون الخليجي. وقال نائب وزير التعليم لشؤون البنين الدكتور حمد آل الشيخ في كلمته خلال حفل الافتتاح: "نسعد اليوم بلقائنا بكم في ملتقى "القيادة المدرسية: رؤى مستقبلية" على نحو القيادة الفاعلة ذات الرؤى البعيدة الرحبة والاستراتيجية الراشدة ونستلهم في هذا المقام ما أولته الدولة أيّدها الله للتعليم منذ قيام المملكة العربية السعودية، وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين، يحفظه الله، الذي يشهد التعليم في عهده الميمون قفزات نوعية على جميع المستويات". وأضاف: "لاشك بأن القيادة المدرسية هي الأداة الرئيسة في إدارة عمليات التغيير والتطوير في النظام التعليمي، بل لعلها أكثر العناصر أهمية، لكونها مسؤولة عن حجم ونوعية الإنجازات التي تحدث داخل المدرسة، كما أنها دعامة أساسية في إرساء صرح المؤسسة التعليمية بقيادتها للعاملين، وتوجيههم وتعزيز التفاعل فيما بينهم بطرق تحقق تعاونهم، ورفع مستوى أدائهم إلى أقصى حد، وصولاً إلى تحقيق الأهداف المرسومة، وبلوغ المرامي البعيدة باعتبارها وحدة التطوير الحقيقي التي ينطلق فيها التطوير والتحسين المستمرين في ضوء احتياجات المجتمع ومتطلباته"، لافتاً إلى أن قائد المدرسة يعد قائداً لعمليات التغيير والتطوير، ومن أهم العناصر في العملية التربوية، فهو المسؤول الأول عن سير العمل في كافة مجالات المدرسة، وعن تنفيذ الخطط والبرامج التعليمية في الواقع التعليمي. وتابع معاليه: "نحن ندرك عظم المسؤولية الملقاة على عاتق مدير المدرسة فواجباته متعددة ومتنوعة ومتداخلة، إداريةً، وفنيةً، إضافة إلى الواجبات الاجتماعية التي تُعنى بربط المدرسة بالمجتمع المحلي، ودوره المهم في تحسين مستوى البيئة المدرسية باعتبارها عنصر جذب للمتعلمين، والمتعلمات، وعامل رئيس في رفع المستوى التحصيلي، ومساعدة المعلمين والمعلمات على تأدية الدور المطلوب بالكفاءة والجودة المرجوّة، وتشجع الطلاب والطالبات على المشاركة والتفاعل وتطبيق أوجه التعلم المتعددة، وصولاً لمستوى تحصيلي فاعل". وقال آل الشيخ: "ختاماً أرجو من الله تعالى أن يحقق هذا الملتقى المبارك للقيادات المدرسية الآليات التطبيقية التي تسهم في تحسين وتطوير إدارة عمليات التعليم والتعلم بفاعلية، وتعميق مفهوم المهنية في ممارسة العمل الإداري في مدارس التعليم العام في بلادنا الغالية، وأن يزود البيئة التربوية بنماذج تحفيزية دافعة للعمل التربوي، تقود إلى تطوير وتجويد الممارسات القيادية المدرسية وفق معطيات الممارسة المهنية العالية". من جهته، أوضح وكيل الوزارة لتعليم البنين رئيس اللجنة التوجيهية للملتقى الدكتور عبد الرحمن البرّاك، أن الملتقى يهدف إلى تمكين مديري المدارس ومديراتها من فهم متطلبات التحول للقيادة المدرسية، وتحسين الأداء المدرسي، والاطلاع على التجارب الناجحة في هذا المجال للتعرف إلى أبرز الممارسات العالمية والإقليمية والمحلية، من خلال استضافة عدد من خبراء القيادة المدرسية العالميين والمحليين، والوقوف على الإجراءات والاستراتيجيات والأدلة اللازمة لتطوير الأداء المدرسي. وأضاف أن الملتقى يستقطب 32 متحدثاً من الخبراء والمختصين المحليين والدوليين يطرحون على مدى 3 أيام أوراق عمل وحلقات نقاش وعرضاً لتجارب وممارسات ناجحة، تتناول محاور مختلفة تركز على تطوير القيادة المدرسية، وتنمية القيم الوطنية، وتطوير المدارس، والتقويم المدرسي، وقيادة التميز، والتميز في الميدان التربوي، وقيادة عمليات التعليم، وقيادة مجتمعات التعلم، والاعتماد المدرسي، والشراكة الأسرية والمجتمعية، وجودة الأداء المدرسي، والاستفادة من تجارب الخبراء في هذا المجال، كما سيقدم الملتقى أكثر من 20 ورشة عمل متخصصة؛ كتصميم البرنامج المدرسي، وقيادة الشراكة الأسرية والمجتمعية، وقيادة مجتمعات التعلّم، وقيادة عمليات التعلم. وتم الإعلان على هامش الملتقى عن عدد من المبادرات المتعلقة بالتطوير الشامل للقيادة المدرسية من خلال الشراكة مع شركة أرامكو وسابك ومعهد الإدارة والهيئة الملكية للجبيل وينبع، تتضمن تأهيل وتطوير القيادات المدرسية في مختلف مناطق المملكة ومحافظاتها بوصفها الركيزة الأساسية لتطوير العملية التعليمية، وتمكينها من امتلاك أحدث الأساليب والأدوات المتواكبة مع التعليم الحديث، تحقيقاً للاستراتيجية الوطنية لتطوير التعليم العام في المملكة العربية السعودية، والتي تؤكد دور قائد المدرسة في تحويل المدرسة إلى مؤسسة متعلمة تتطور مهنياً، تسود فيها ثقافة التعاون والدعم الفني المبني على الخبرات التربوية، وتشتمل على كفاءات بشرية مؤهلة، تؤدي مهامها بأمانة وإتقان، وتتعاون في جمع المعلومات والبيانات عن مستوى أدائها، وتقوم بتحديد أهدافها وتعلنها وتضعها في خطط، وتتعاون في تنفيذها بروح المسؤولية المشتركة. وأوضح المدير التنفيذي المكلّف لمشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام (تطوير) والرئيس التنفيذي لشركة تطوير للخدمات التعليمية الدكتور محمد الزغيبي، أن برنامج القيادة المدرسية يعدّ ركيزة أساسية في المنظومة التعليمية، ودعم المدرسة المتعلمة القادرة على تحديد احتياجاتها، من خلال تهيئة القائد الناجح للتأثير على الأفراد وتحفيزهم، ليقدموا أفضل ما لديهم من خلال العمل الجماعي، وتمكين مديري المدارس ومديراتها بالمهارات والخبرات اللازمة للتعامل مع المتغيرات المحلية والعالمية، ومواكبة التطور المتسارع في الفكر التربوي، وذلك ضمن برامج ومشاريع الاستراتيجية الوطنية لتطوير التعليم العام في المملكة العربية السعودية التي أنجزها مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام "تطوير"، وتنفذها شركة تطوير للخدمات التعليمية.