من يقرأ التاريخ حتى يقف على آخر ما وجدناه أياً كانت من طلاسم وأحافير يستطيع قراءة جزء من تلك الثقافة فلا ينكر على تلك الثقافة حتى يأتي أو تأتي ثقافة فتحولها إما للأسوأ أو الأفضل , رُقي الشعوب لم تحصده الأيام ولم تأتي عليه عقول وحدها بل من سنن الحياة أن الله خلقنا فأحسن خلقتنا حتى كان عقل الإنسان أعظم خلقه , ومن يزرع الزهور لن يحص إلا زهور وأن تركها عطرةً بعبير فاضة على المكان وتبسمت لها الشفائف وتفتحت لها العيون وانعكست على الأرواح . من يزرع شوكاً لابد من أن يحصد شوكاً أو تنغرس في أجسادهم وقد تقتلهم . إن الطفل الصغير هو البذرة وهو الزهرة وهو الشوكة التي سنجني من وراءها عمل أيدينا وتوجيه فكرنا ولا عجب من يكفر والده ويقتله باسم فكره وهو من علم هذا الابن تلك الأفكار , إن الإنسان ليس هو كما تراه بل انعكاس على تلك الصورة الداخلية والتي يحاول قدر الإمكان وضعها بين أيدي الناس حتى ولو إعجاب لاضير فمن يمدحه ولا من يذمه فقد تتساوى النتائج حينما يصل به الفكر والقناعة ألا يتأثر بعواطفه حين يُقدم على تنفيذ ما هو ما ينافي حتى الفطرة الإنسانية فيصبح مجرد آله ليس بها مسمار من رحمة أنها أشبه بكتلة حديد لا تفرق ما بين الروح والشجر سيان في النهاية حين يصل به الأمر على من يتجاوز فكره أو يتخطى حدوده فلا يراجع نفسه أو يحكم عقله فأن المنبر الذي علمه حين كان يشبه الصلصال حتى قست قلوبهم كالحجر وحسبك أن كان طفل صغير عبارة عن محتوى فارغ ينتظر من يملئه كمن يملئ إناء فارغ فماذا عساك أن تجد به غير ما وضع بهِ . من يتساءل ومن يكثر السؤال وفي سخافة أو سذاجة عما فعله تنظيم داعش من حرق للطيار الأردني هو في الحقيقة ينسى الماضي إذا أراد أن يتجاهل الفعل عليه ألا يتجاهل التأسيس فمن منا لا يعرف كيف تأسست شعوب ودول على تنمية هذا الفكر إذا أردنا النهاية ولكن حين نبحث عن البداية علينا أن نراجع تلك المنابر أو بعض الفتاوى وبعض الكتب حينها سنقتنع أن النتيجة طبيعية فقط إذا عُدنا سماع بعض ممن يريدون من يستمع لهم أن يمثلونهم عدداً وفعل وعُده واقعاً لا يقبل التردد أو الرحمة وهذا ما نراه اليوم في أغلب الدول العربية والإسلامية فالإنسان اليوم في مجتمعنا العربي أصبح من أقوى الوسائل التي تستخدم كوسيلة اتصال ومقايضة دون النظر لقيمته كانسان لهُ حرمته الربانية فعله يستحق ما يستحقه حتى يثبت الرهان على الفعل الذي يبرهن القول وأن نُزع من قلوبهم الرحمة فأين ستجد الحق . إذا علينا أن نبدأ بالخطوة الأولى وهي النظر للعدد من الصغار والكبار ومن ثم يقف أمامهم من لا يبحث عمن يمثلونه وهو مقيد بالحق والعلم ولا يكون قادراً أن يحول الملايين إلى قتله باسم الدين. بقلم : أ- محمد الفلاج