أكد الناطق الأمني في شرطة المدينةالمنورة العقيد فهد بن عامر الغنام أن أبناء الجالية البرماوية بالمدينة قلما تجدهم في مراكز الشرط بسبب إشكاليات أمنية أو جنائية، آملا أن يستمروا على النهج ويحافظوا على ما هم عليه من التعامل الحسن والإقامة الصالحة، جاء ذلك خلال مشاركته في الملتقى التوعوي التثقيفي للجالية الذي أقامته إدارة الجالية البرماوية بالمدينةالمنورة بالتعاون مع المكتب التعاوني لتوعية الجاليات والذي كان بعنوان: "الإقامة الصالحة في مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم" يوم الجمعة المنصرم في حي البرماوية بجبل أحد، بحضور أكثر من 2000 فرد من مختلف شرائح المجتمع البرماوي. وشهد الملتقى حضور مدير إدارة توعية الجاليات بالمكتب التعاوني بالمدينة الشيخ عبد العزيز بن علي الشهراني، والرقيب بدر الجابري من الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، والشيخ عدنان بن عبد العزيز خطيري، وجمعية مكافحة التدخين، كما حضر المشرف العام للمركز الروهنجي العالمي الدكتور أحمد بن زيني بغدادي، والأمين العام لمجلس الجالية الشيخ عبدالله معروف، وإمام المسجد النبوي سابقاً الدكتور محمد أيوب محمد يوسف، وبعض مسؤولي الجهات الحكومية ذات العلاقة بمنطقة المدينة . وبدئ الحفل بتلاوة من كتاب الله الكريم، ثم كلمة ترحيبية لمدير إدارة الجالية البرماوية بالمدينة الدكتور إلياس سيد عالم عبد الكريم الذي أوضح أن الجالية حظيت بالرعاية الكريمة منذ وطئت أقدام أجدادنا وآبائنا هذا الثرى الطاهر، وطلباً لمجاورة بيت الله العتيق، ومسجد نبيه الشريف، وتجلت تلك الرعاية السامية والكريمة في الامتيازات التي حصلت عليها الجالية من قبل قادة هذه البلاد المعطاءة وحكومتها الرشيدة في احتضانهم وتوفير سبل العيش الكريم لهم ولأبنائهم وحصولهم على الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية، وفرص العمل، وتصحيح أوضاعهم النظامية ليكونوا لبنة صالحة في نسيج المجتمع السعودي ولحمة قوية في البناء الاجتماعي، مضيفاً أن أمارة منطقة المدينةالمنورة وبقيادة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود يحفظه الله أمير منطقة المدينةالمنورة يحيطون جاليتنا بالعناية والاهتمام وكذلك كافة الجهات الحكومية والأهلية بالمنطقة التي تسارع في ثقة لمد جسور التعاون البناء وتوثيق الصلات بما يعود بالفائدة والصلاح لأبناء هذه الجالية وتعميق ولائهم بالمملكة العربية السعودية. بعد ذلك ألقى الشيخ عبد العزيز بن علي الشهراني كلمة قدم فيها نبذة مختصرة عن إدارة توعية الجاليات التابع للمكتب التعاوني للدعوة والإرشاد بالمدينة، موضحاً أن الجالية البرماوية من أكثر الجاليات تنظيماً والتزاماً بالأنظمة، وحرصها على تنفيذ البرامج كما وضعت في خططها، وحرصهم على أمن على هذا البلد وحبهم وانتمائهم وولائهم إلى هذا الوطن. ثم عرضت جمعية مكافحة التدخين بالمدينة نموذج حي عن أضرار التدخين، حيث حكى العم ناصر العنزي للشباب تجربته المريرة بعد 40 عاماً من التدخين فأصبح لا يستطيع التحدث إلا من خلال جهاز يضعه على حنجرته لإيصال صوته المفقود بعد إصابته بمرض سرطان الحنجرة، ثم تابع: أنصحكم جميعاً بالابتعاد عن هذه الآفئه التي أفقدتني صوتي بعد سنوات طويلة من التدخين وبعد مراجعات كثيرة للمستشفيات المتخصصة لمحاولة علاج حالة سرطان الحنجرة التي أصابتني بسبب هذه الآفة اللعينة، فالتدخين يعزلكم أيها الشباب عن المجتمع بسبب سوئه وتحريمه بإجماع هيئة كبار العلماء فقد ثبت أضراره و من هنا أنصحكم بالابتعاد عنه حفاظاً على دينكم و صحتكم. ثم ألقى أمين عام مجلس الجالية البرماوية بالمملكة الشيخ عبد الله بن سلامة معروف كلمة حث فيها الاهتمام بالأبناء وتربيتهم على الكتاب والسنة. وبعد ذلك ألقى الشيخ عدنان بن عبد العزيز خطيري محاضرة تحدث فيها عن فضل المدينة ومجاورة النبي عليه أفضل الصلاة والسلام. وعرض الرقيب بدر الجابري من الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بالمدينة عن أنواع المخدرات ومدى تأثيرها وخطورة هذه السموم على صحة الشباب، واتخاذ خطورتها أشكالاً عدة مثل الاتجار، الحيازة، التعاطي أو الجلب، والعقوبة المترتبة عليها. ثم تحدث المشرف العام للمركز العالمي الروهنجي GRC الدكتور أحمد بغدادي على ما قدم المركز للجالية الروهنجية على مستوى العالم، وسيستمر هذا العطاء بفضل الله ثم بتوجيه ودعم الحكومة الرشيدة التي لم تتوانى عن خدمة قضايا الأمة الإسلامية، ثم استطرد قائلاً بأن الجميع يشهد أن الجالية البرماوية قفزت قفزة عظيمة في الجانب التوعوي والتثقيفي، وهذه الجالية هي التي عليها الأمل أكثر من الجاليات الأخرى؛ لأن الله سبحانه وتعالى خصّ خادم الحرمين الشريفين أن يدعم القضية الروهنجية ويجعلها من أهم القضايا والدليل على ذلك مركز تصحيح أوضاع الجالية البرماوية بمكة المكرمة. وبعدها تحدث الشيخ حسين عبد الغني عن الإقامة الصالحة في مدينة المصطفى باللغة الروهنجية. واختتم الملتقى بقراءة حجازية من القرآن الكريم للشيخ الدكتور محمد أيوب محمد يوسف. وتخلل الملتقى عروض مرئية عن إنجازات إدارة الجالية البرماوية بالمدينة والمركز الروهنجي العالمي وعرض نماذج شابة متميزة في الجالية البرماوية وأوبريت إنشادي للفريق الإنشادي الروهنجي، وتكريم الجهات المشاركة والداعمة لهذا الملتقى. وعبّر المدير التنفيذي للملتقى الأستاذ كمال عبد الرحمن عبد الكريم عن شكره للجهات الحكومية والأهلية والخيرية واللجان المشاركة وشباب الجالية على تعاونهم لإنجاح هذا الملتقى سائلاً الله عز وجل أن يكتب أجرهم ويجعلها في ميزان حسناتهم.