ظهرت في الآونة الأخيرة ظاهرة سلبية كانت ومازالت منتشرة بين أوساط المجتمع بكل فئاته و طبقاته وخاصة بين الشباب , حتى أصبحت نفاقا من نوع آخر وبمفهومها الواضح والمقصود ب شوفني صدقني ! .. وكونها قد دلت على المجاهرة بعمل ما ليثني عليها الناس ويصدق بها , ولم تكن ابتغاء لمرضاة الله , لتنقل لنا كمدلول أو كاسم آخر و تحت مسمى الرياء ( راءى الناس نافق ) والذي هو من عمل النفاق , وقد ظهرت علينا مؤخرا ك تزامنا مع عصر الانفتاح والتطور والتكنولوجيا وعالم الإنترنت , ومع كل وسائلها الحديثة والتي بدورها قد سهلت في تواجدها وتملكها واستخدامها وأيضا في تبادلها بين الجميع وبأشكالها العديدة والمتنوعة , وكذلك بحسب ما تقدمه وتعرضه لنا هذه الوسائل ك رسائل الجوال المتعددة أو بالمنشورات الموثقة بالصور , والتي يتم نشرها بشكل يومي سواء أكانت على مواقع التواصل الاجتماعي أو على بقية المواقع الإلكترونية الأخرى , حتى أن أكثر المستخدمين لها مازالوا يدافعون عن أنفسهم بالرغم من إدراكهم عن كل أخطائهم وتجاوزاتهم , بل وجعلوها تحت مظلة ( الحرية الشخصية ) , وفي الحقيقة .. فهي لم تكن منهم ومع الأسف إلا كإساءة علنية ومقصودة من حيث استخدامها , وكذلك من حيث تنوعها وظهورها وعلى شكل أمثلة كثيرة ومنها : كأن يعرض الشخص نفسه بعد عملية التصوير , ليقوم بعد ذلك بنشره لصوره وبعدة مرات , وبأوضاع وأحداث عديدة ومختلفة : فقد نجده بأن صور نفسه مرة وهو يصلي أو مرة وهو ساجد أو مرة وهو يعتمر , أو مرة وهو يقوم بالتصدق على الفقير أو في مساعدة محتاج ما أو مسكين , أو قد نجده مرة وهو يسلم عليهم أو مرة وهو يقبل رأسهم , أو مرة وهو يظهر فيها كذا أو كذا أو كذا … الخ , وجميعها فهي تدخل في حكم ( الرياء ) , لأنها قد قصدت من أجل المدح والثناء عليه ليعرفوا أنه يتصدق أو أنه يصلي أو يحج أو يعتمر أو ما أشبه ذلك , وهكذا .. إذا قرأ ليمدحوه ويسمى السمعة إذا كانت بالأقوال , أو أمر بمعروف أو نهى عن منكر ليمدح ويثنى عليه فهذا يسمى رياء بالأفعال , وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من سمع سمع الله به , ومن راءى راءى الله به ) , ويقول عليه الصلاة والسلام : ( أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر , فسئل عنه , فقال : الرياء ) , كما أن الصدقة في السر خير من الجهر إن خاف على المتصدق على نفسه من الرياء , وأما المعطي إياها فإن السر له أسلم من احتقار الناس له , أو نسبته إلى أنه أخذها مع الغنى عنها وترك التعفف , وعليه .. إذ يحمل الحديث في السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله " ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه " , ولهذا .. فالواجب على المؤمن بأن ينتبه وأن يحذر من ذلك , وحتى تكون كل أعماله خالصة لله وحده , فلا يصلي إلا لله , ولا يصوم إلا لله , ولا يتصدق إلا لله , ليرجوا ثوابه ومغفرته سبحانه وتعالى لا لغيره وهكذا , وليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر , ليحج , ويعتمر , ويعود المريض , ويطلب ما عند الله من الأجر لا رياء الناس ولا سمعتهم , فهذا هو الواجب على المؤمن , وكما قال سبحانه وتعالى : ( فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ) صدق الله العظيم , وفي الختام .. إذ أسأل الله العلي القدير لي ولكم ولجميع المسلمين الهداية والتوفيق . سامي أبودش كاتب مقالات . https://www.facebook.com/sami.a.abodash