ها قد أطل علينا بنفحاته الإيمانية وعاد بعد غياب لطالما انتظرناه … قد حل بروحانيته مبشراً للصائمين القائمين وفي ثنايا ركبه الربح الكبير فليت شعري هل نكون ممن فاز بالمغفرة والجنان والعتق من النيران !!! فلنعقد العزم بعد أن حلت ساعاته الأولى على استغلال ساعاته وجميع أوقاته بما يرضى الرحمن ويسر النفس أن تراه في يوم لا ينفع الندم . حل علينا ضيفاً عزيزاً غائباً لا يفدُ إلينا إلا مرة في العام، يزورنا غبَّاً فنكون له أشدُّ حبّاً، ضيفٌ تَخفق بحبه القلوب، وتشرئب إليه الأعناق، وتتطلّع الأعين لرؤية هلاله، وتتعبَّد النفوس المؤمنة ربَّها بذلك. ياله من ضيف كريم ومميز يعرفه من أخلص العبادة لله وتلذذ بمناجاته لربه وخالقة في خلواته ..في السحر … عند الإفطار … في سجوده … في صلاته … في صدقته … في أعمال البر… في زكاة ماله . موسم كل خير وفلاح ،موسم الفائز فيه من يحقق رضى الرحمن والخاسر من أضاع أوقاته في الملذات والشهوات ولن يدرك ذلك إلا بعد مغادرة هذا الضيف الغالي . من ميزات هذا الضيف أن الله قد خصه بعدة فضائل فيه نزل القرآن وبصامه تغفر الذنوب وفيه تصفد الشياطين وفيه اجتماع الناس في صلاة التراويح ولسان حالهم الرجاء من رب السموات غفران المعاصي والذنوب ورفع درجات المؤمنين، ومضاعفة الحسنات، وإقالة العثرات، يُعتق الله في كل ليلة من لياليه عتقاء من النَّار. قال تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبيِّنات من الهدى والفرقان}. في هذا الشهر يمن الله على عباده بالخيرات وفتح أبواب الجنان وفي ليلة هي خير من ألف شهر. أ فلا نقف مع أنفسنا وقفة صادقة ونحاسبها ثم نبدأ صادقين عازمين على البداية الصحيحة لكي نكون من المفلحين الفائزين فهي أيام تطوى ولن تعود فيا سعد من وفق فيها للأعمال الصالحة . ومحروم والله من ضيع أيام وليال هذا الشهر وزاده من الأعمال الصالحة الشيء اليسير ، محروم والله من كان من صيامه الجوع والعطش دون احتساب الأجر ودون أن يمسك لسانه عن فلتاته من غيبة وسب وعدوان . محروم والله من تثاقلت نفسه عن قيام ليله مع المسلمين في صلاة التراويح فالمتعبدون في صلاةٍ ودعاء، وتضرعٍ وبكاء، وهو في حديثٍ وغفلةٍ. لست بناصح لكم فإن نفسي أحق بالنصح وإنما أحببت أن أذكر فلعل هذه الكلمات تجد لها من يزنها بميزان الصدق والإخلاص فيكون الرابح الأكبر في نهاية موسم الطاعات . تقبل الله منا ومنكم الطاعات واعننا وإياكم على الصيام والقيام وأن يجعل صيامنا وقياما ايماناً واحتسابا لوجه الكريم . كتبه شاكر الحارثي