أوضح فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم أن شأن العدوان عظيم وأن الاستهانة به شر مستطير يصل إلى حد كبآئر الذنوب المقرونة بلعن أو حد في الدنيا أو عقوبة في الآخرة . وقال فضيلته في خطبة الجمعة اليوم في المسجد الحرام :" إن الله كرم ابن آدم وخلقه في أحسن تقويم وفضله على كثير من خلقه تفضيلا وجعل له نورا إذا يمشى به في الناس وإن هو آمن بربه وأسلم وجهه إليه وهو محسن ليزداد بإسلامه شرفا وكرامة ليكون له حقوق وواجبات بين إخوانه ويكون لهم حقوق وواجبات منه وإن من أهم الواجبات والحقوق لكل مسلم على أخيه المسلم ألا يعتدي عليه ولا يتجاوز حد الله فيه إذ لكل مسلم حق من حفظ ضروراته الخمس : الدين ، والنفس ، والمال والعرض، والعقل والنسب . وحث فضيلته المسلم على عدم الاعتداء على مال أخيه المسلم بسرقة أو غصب أو أكل بغير رضا منه أو طيبة نفس ، ولا على عرضه بقذف أو انتهاك له ولا على عقله بتسليط فكر يخرجه عما أوجب الله عليه أو بإيقاعه في المسكرات أو المخدرات التي تعبث بعقله الذي كرمه الله به ، ولا يعتدي على دمه الذي حرمه الله إلا بالحق وألا يلحق به نسبا ليس منه أو ينسبه إلى غير أهله ، موضحاً أن كل تجاوز على حق من حقوق المسلمين أفرادا كانوا أم مجتمعا وقوع في الاعتداء والعدوان الذي نهى الله عنه . وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أن أي اعتداء صغيرا كان أم كبيرا على حقوق المسلمين يعد عدوانا آثما وتجاوزا لحدود الله يشترك فيه المعتدي ومن كان عونا له قل عددهم أم كثر وأن الاعتداء صفة دنيئة ملؤها الحقد والاستخفاف بحقوق الله وحقوق عباده وهو نار محرقة للأفراد والجماعة تشتعل منها شرارة الاحتقار والتهوين من الحقوق وتغييب الخوف من عقاب الله، وبالعدوان يكثر الخوف وتثور الحروب ويموت الأبرياء ويهلك الحرث والنسل . وأوضح الشيخ الشريم " إن العدوان طبيعة الغاب فالقوي فيها يأكل الضعيف والوحش الكاسر يلتهم الحيوان الأليف فلما كرم الله بني آدم حرم عليهم أن ينزلوا بأنفسهم منزلة البهائم التي لا عقل لها ولا عدل ولولا أن الإنسان يغيب وعيه ويغفل فلا يستحضر عظمة خالقه وأنه عزيز في الانتقام لما سب هذا و أخذ مال هذا ولا قاتل هذا غير أن غياب هذا الوازع لن يعفي كل معتد من عقوبة الله وغضبه على من تجاوز حدوده واعتدى على الآخرين ، والإسلام حرم كل وسيلة تدعو إلى العدوان كانت صغيرة أم كبيرة كالعصبية و الطائفية والمنابذة بالألقاب والتحريش والتشويش والتهويش فهي كفيلة بإشعال نار الصراع والحروب المدمرة " . وأكد فضيلته أنه يجب على الأمة أن تعنى بواقعها حق العناية بدءاً من طفولة المسلم وتربيته التربية الحسنة لمحو صفة العدوانية التي يبتلى بها بعض الأطفال مرورا بالشباب والمجتمعات والدول في كل شؤون حياتنا حتى في علاقة المرء بربه إذ ينبغي أن تكون خالية من الاعتداء وهو تجاوز الحد في الدعاء بالتكلف عن المأثور ورفع الصوت والسجع في الدعاء اذ كل ذلكم من الاعتداء الذي نهينا عنه وحتى في علاقة المرء بالأشهر الفاضلة كالأشهر الحرم وشهر رمضان فإن الله حرم الأشهر الحرم وعظم شأنها وقد كان عقلاء العرب قبل الإسلام يعظمونها حتى سمو ما يقوم فيها من حروب الفجار كما أن من الاعتداء والعدوان إسقاط هيبة شهر رمضان المبارك بما يبث فيه عبر وسائل الإعلام المتنوعة مما يتعارض وعظمة ذلك الشهر المبارك من مشاهد تخدش الحياء وتشيع المنكر بين الناس في شهر القرآن والقرب من الله ويقلب بذلك ظهر المجن فيه من شهر صوم وصدقة وصلاة ودعاء وقرآن الى شهر سهر وعبث ومسلسلات وزور في القول والعمل وإنما شرع شهر الصيام لأجل التقوى فكل ما يعارض هذه التقوى يعد اعتداء وبغيا وعدوانا على شهر فيه ليلة خير من ألف شهر. وفي المدينةالمنورة تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ صلاح البدير في خطبة الجمعة اليوم عن قرب إطلالة شهر رمضان المبارك وما يجب على المسلمين في هذا الشهر المبارك . وقال فضيلته إن علي المسلم أن يتأهب لاستقبال الشهر المبارك رمضان بالتوبة والإنابة وأن يقبل على الله تعالى ويرجوا رحمته وبره وفضله وإحسانه عز وجل. وحذر فضيلته من سيصوم عن الأكل والشرب في نهار رمضان بوجوب الصوم عن ظلم أخيه المسلم والإمساك عن أكل ماله وهتك عرضه وإضاعة حقه . ونبه إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف من كان عليه صوم من رمضان الماضي ولا عذر يمنعه من القضاء فليبادر بصيام ما فاته قبل دخول الشهر المبارك موضحا تحريم صيام يوم الشك إلا أن يكون قضاء أو يوافق صوما كان يصومه المسلم مستشهداً فضيلته بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم / لا يتقدمن أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين إلا أن يكون رجل كان يصوم صومه فليصم ذلك اليوم / . ودعا فضيلته المسلمين إلي ضرورة تذكر إخوانهم المحتاجين في رمضان وتذكر الفقراء والضعفاء وأهل البلاء بإطعام المسكين والمسح على رأس اليتيم والإحسان للمحتاجين فان الله تعالى يحب المحسنين. وحذر فضيلته المسلمين من الإسراف في رمضان فإن الإسراف معجلا بزوال النعم وحلول النقم فعلى المسلمين أن يشكروا الله تعالى على ماهم فيه من طيب العيش وسعة الرزق بحفظ النعمة وصونها عن سفه المبذرين وأفعال المسرفين . وخاطب إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الباعة في الأسواق الموردين والمتاجرين في السلع قائلا // إياكم والجشع والطمع إياكم ورفع الأسعار والتلاعب بالأثمان في شهر رمضان إياكم وبيع السلع المغشوشة والأغذية الفاسدة لا تغشوا المسلمين فتصيبكم دعوتهم وتمحقكم شكا يتهم فالمال الحرام شؤم على صاحبه ونار على آخاذه //. وسأل إمام وخطيب المسجد النبوي في ختام خطبته الله عز وجل أن يبلغ المسلمين شهر رمضان وهم في صحة وعافية وأمن وأمان .