أكد مسئول عن مسارات التوظيف التي تقيمها غرفة مكة منذ منتصف شهر رمضان الماضي، إن غرفته تتجه في الوقت الحالي إلى التنسيق لإقامة مسار توظيفي مخصص لذوي الاحتياجات الخاصة، مشيراً إلى إن أمكانية إقامة المسار ستكون في وقت قريب، خاصة وإنهم قطعوا شوطاً كبير في وضع الاليات الخاصة بإقامته. وقال عقب أن أقامت غرفة مكة البارحة الأولى مسار توظيفي خاص للسيدات من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة " الصم والبكم" :" لقد أطلقنا هذه المبادرة، بعد أن لمسنا من خلال إقامة ملتقيات التوظيف للأصحاء، إن هناك فئة من ذوي الاحتياجات تبحث عن وظائف تساعدها على مواجهة ظروف الحياة والمعيشة". وأوضح حسن كنسارة عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في مكةالمكرمة والمشرف على مسارات التوظيف، إن المسار شهد مشاركة 13 مؤسسة وشركة تعمل في مختلف المجالات، والتي قامت بدورها بطرح 40 فرصة وظيفية نسائية في مهن متعددة ومنها: مدخلة بيانات، تعبئة وتغليف، موظفة أرشيف طبي، أمينة مستودع، أرشفة الكترونية، طاهية، أمينة مستودع، ومراقبة حضور وانصراف وغيرها. وأستدرك كنسارة:" هذا الرقم ما زالنا ننظر أليه كرقم متواضع، ولكنه يعتبر الخطوة الأولى نحو تخصيص مسار وظيفي يشمل جميع ذوي الاحتياجات الخاصة من الجنسين خلال الفترة المقبلة"، مبيناً إن المسار تم إقامته بعد أن شهد تنسيق مشترك مع صندوق الموارد البشرية ومع العاملين في القطاع الخاص ومع جميع الجهات المعنية بالأمر. وتابع:" سنعمل خلال الفترة القادمة على إعداد قاعدة بيانات لذوي الاحتياجات الخاصة، والتي سيتم الحصول على المعلومات الخاصة بها من خلال الملتقى الذي عقد ليوم واحد فقط، ومن خلال عمليات استقبال الطلبات بعد ذلك في غرفة مكة من قبل العاملين على المسار الوظيفي"، مردفاً:" سنعمل بعد ذلك على توجيه الراغبين في الوظائف إلى القطاعات التي ترغب في تشغيلهم لديها". ويرى كنسارة إن العمل في الوقت الحالي على تخصيص مسار خاص لتوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة بات أمراً هاماً وحاجة ملحة، خاصة وإن نسبة المعاقين وفقاً لآخر الإحصائيات المتاحة من إجمالي السكان السعوديين بلغت 0.8 في المائة، من بينهم 65 في المائة ذكور و 35 في المائة أناث. وأضاف:" توظيف ذوي الاحتياجات الخاصة بخلاف إنه واجب وطني يجب على القطاع الخاص العمل على تفعيله، فهو يسهم في زيادة نسبة السعودة لدى المنشئات التي تقوم بتوظيفهم، وذلك باعتبار أن توظيف الواحد منهم يساوي أربعة سعوديين، وأن التسجيل يحتسب بشكل فوري نتيجة ارتباط مكاتب العمل بمركز معلومات وزارة الداخلية، وبالتأمينات فيما يتعلق بالبيانات الخاصة بالسعوديين والوافدين". وطبقا لهذا الإجراء الذي توفره وزارة العمل، وفقاً لكنساره، فإنه سيساعد في تحسين وضع المنشآت في برنامج نطاقات، وذلك في حال تم تنفيذ الشرطين الخاصة بالتوظيف، والمتمثلة في أن لا يكون هو السعودي الوحيد في المنشأة، فإذا كان الفرد من ذوي الاحتياجات الخاصة هو السعودي الوحيد في المنشأة، يحتسب بواحد حتى يتم توظيف سعودي آخر معه فيحتسب صاحب الإعاقة بأربعة سعوديين، و أن لا تزيد نسبة ذوي الاحتياجات الخاصة عن 10 في المئة من السعوديين في المنشأة، فإذا زادت النسبة عن 10 في المئة يحسب الفرد من ذوي الاحتياجات الخاصة بواحد فقط. وعن سبب تأجيل المسار لنحو ثلاثة أشهر حيث كان المزمع إقامته في أواخر شهر كانون الثاني " يناير" الماضي، قال: كانت هناك ظروف حالت بين تواصل الغرفة مع ملاك المنشئات التي يمكن إيجاد الوظائف النسائية فيها للسيدات التي يعانون من إعاقة الصم والبكم". وتابع:" الهدف من تنظيم الملتقى هو إيصال ثماره الإيجابية لأكبر عدد من السيدات، غير أن انشغال نسبة كبيرة بالفصل الدراسي الثاني آنذاك، يتعذر معه وصول الفائدة، لذا ارتأت الغرفة تأجيل الملتقى وحتى الوقت الحالي". وأكد أن الرعاية والاعتناء بذوي الإعاقات، هو بواقع الأمر جزء من الفطرة السليمة الخيرة التي جبل عليها المجتمع، وقال إن غرفة مكة من خلال مسؤوليتها الاجتماعية التي تسعى إلى تأصيلها في نفوس الأبناء والأحفاد، تهدف إلى تكوين منظومة مؤسسية تحقق لهؤلاء الأفراد الفرص التي تحولهم إلى طاقات منتجة. ولفت كنسارة إلى إن الإقبال على توظيف السيدات خلال الفترة الحالية بات مرتفعاً، خاصة مع إطلاق المرحلة الثالثة الخاصة بوزارة العمل والمعنية بتأنيث جميع المحال النسائية، مبيناً إنه الأمر الذي سيجعل من الغرفة تكثف من دورها بهذا الاتجاه، حيث ستعمل على الرفع من حجم التواصل مع راغبي التوظيف والراغبين في الوظائف لإنجاح ملتقياتها الشهرية، والتي خصص أحدها للرجال والاخر للنساء.