من المنتظر أن ينتهي الدور العسكري للمشير عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع المصري خلال أيام قليلة، ليبدأ مشواره المدني، بعدما انتهى استحقاق صدور قانون الانتخابات الرئاسية حيث يتعين عليه الاستقالة من منصبه قبل يوم واحد من فتح باب الترشح، ذلك في الوقت يشتد فيه الجدل بشان تحصين قرارات اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية. ويواجه السيسي تحديات وصعوبات تتعلق بالظروف غير الطبيعية التي تمر بها مصر من أوضاع سياسية وأمنية غير مستقرة ومحاولة إقناع جماهير الشعب ببرنامجه الانتخابي. وقال وزير الدفاع الأسبوع الماضي، بأنه لا يمكنه تجاهل مطالبة الكثير من المصريين له بالترشح للرئاسة، وأن الأيام المقبلة ستشهد الإجراءات اللازمة، ذلك في إشارة واضحة على عزمه خوض الانتخابات. وتوقع اللواء محمود خلف الخبير العسكري وقائد الحرس الجمهوري الأسبق، "أن يتقاعد السيسي من منصبه عقب نشر قانون الانتخابات الرئاسية بالجريدة الرسمية، وقبل فتح باب الترشح للانتخابات، ليصبح مواطنا عادية يستطيع أن يباشر حقوقه السياسية، ويعلن رسميا عن خوضه للانتخابات، إذ لم يكن بمقدوره أن يعلن عن أمر كهذا وهو بمنصب وزير الدفاع رغم إشارة واضحة بذلك. واستبعد خلف في تصريحات لموقع CNN بالعربية أن يكون هناك تغييرا كبيرا بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة، فدائما هناك صف أول وثاني جاهز دائما للقيادة، مرجحا يشغل منصب وزير الدفاع عقب تقاعد السيسي الفريق صدقي صبحي رئيس الأركان أو من يختاره المجلس الأعلى للقوات المسلحة، إذ يتم هذا الأمر بالتوافق. وقال الخبير العسكري "إن شعبية السيسي لا ترتبط بموقعه كوزير للدفاع حيث يعتبره الكثيرين من المصريين بأنه بطل شعبي، بعدما نفذ إرادتهم في 30 من يونيو/ حزيران الماضي." من جهته قال الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، صبحي عسيلة، "إن العد التنازلي لتقدم السيسي بطلب للمجلس الأعلى للقوات المسلحة للتقاعد من منصبه كوزير للدفاع قد بدا،" مرجحا أن يوافق المجلس على الإجراء الشكلي، وعقب الاستقالة ستكون أول كلمة للمشير هي الإعلان الرسمي لترشحة. وأشار الباحث السياسي في تصريحات خاصة لموقع CNN بالعربية إلى إمكانية تناقص شعبية السيسي التي حاز عليها خلال فترة تواجده كوزير للدفاع عند خروجه من القوات المسلحة، ولكن ذلك لن يحدث خلال فترة الانتخابات القصيرة، و التي قد تستغرق مدة شهرين، إذ يصعب الحكم عليه كرجل مدني في هذه الفترة. وتابع بالقول:" ما سيحدث من تغيير مرتبط بفترة توليه رئاسة الجمهورية، حال فوزه بالانتخابات من خلال قراراته التي سيتخذها و الاحتكاك بالعمل العام حسب أدائه، حيث يحمله الكثير من المواطنين مسؤولية ما يحدث بالبلاد حاليا، من مشاكل تردى الخدمات فهناك من يردد مقولة "هو السيسي عملنا ايه". إلا أن الخبير السياسي رجح أن "يحسم السيسي نتيجة الانتخابات الرئاسية من الجولة الأولى بنسبة 70 بالمائة أمام باقي المرشحين ومنهم مؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي وقد ينافس أيضا المرشح السابق خالد على ورئيس الأركان السابق سامى عنان." و بالنسبة للمرشح الإسلامي أوضح "أن موقف التيار السلفي سيكون حاكما في هذا الأمر، إلا إذا حدث اتفاقيات أخرى لاسيما وان بعض قياداتهم قد أعلنت وقوفها إلى جانب السيسي في الانتخابات، ولكن بالنسبة لجماعة الإخوان فإنها لن تدفع بمرشح من بين صفوفها، ولكن قد تقف خلف احد المرشحين حيث يردد البعض أن سامي عنان هو مرشحهم.