بعد مداولات طويلة المدى بين جهات حكومية متعددة ، وبعد تشكيل لجان متكررة منها ما هو ظاهر في الإعلام ومنها ما هو مخفي أتت وزارة المالية الموقرة تتراقص بكل هدوء وطمأنينة وعلى أوتار موسيقية صاخبة وعنوان عريض جعلت الإعلام بتداوله " المالية ترفض زيادة مكافآت طلاب الجامعات " .لنسأل أنفسنا في البداية لماذا رفضت المالية الزيادة؟ وما هي المبررات التي دعت إلى ذلك؟ وهل تلك المبررات مبنية على دراسات و تخطيطات أم هو منع مزاجي بمبررات تشكيلية من الكلمات المصاغة لتكون مادة إعلامية دسمة فقط؟ .ثم ماذا عن وزارة التعليم العالي التي سمحت للجامعات بوضع صناديق للطلبة ولا يعرفها الطلاب منها إلا اسمها فقط لا غير! وهل صندوق الطلبة يعني الخصم من المكافأة الضئيلة دون تقديم خدمات للطلبة أو على أقل القليل أن ترد للطلبة إذا لم تقدم لهم أي خدمة. .لا أقول أني خبير بأحوال الطلبة في الجامعات ولكن أثناء دراستي لاحظت كمن لاحظ بعض الطلبة الذين عصفت بهم الأحوال ولازالوا يواصلون داستهم معلنين التحدي أمام تلك المعوقات التي تواجههم،فالمكافأة لا يحتار في صرفها لكثرة المطالب وعدم كفاية المكافأة لها،فهل يصرفها على تنقلاته ؟ أم يصرفها على كتبه ومذكراته ؟ أم يساعد بها أهله الذين لم تلتفت لهم الجهات المعنية ؟ أم يدفع بها إيجار السكن لبعده عن أهله ؟ أم على اتصالاته ؟أم ماذا يفعل؟ .تخيلوا أن بعض أساتذة الجامعات يطلبون مذكرات تصل قيمتها ل250 ريالا أو 500 ريال أو أقل أو أكثر ؟ تخيلوا أن بعضهم يتشرط أن تحضر مذكراته وإلا في نهاية الطالب في المادة مأساوية ؟ تخيلوا وتخيلوا وعند الطالبات الأحوال كارثية إلا من رحم الله. .هناك من الطلبة من يرثى حالته فقد ضاقت به الظروف من هنا وهناك وأصابته من الظروف ما الله به عليم والجامعة ووزارة التعليم العالي غير مهتمة بمثل أحوال هؤلاء. .لماذا لا يتم رفع وزيادة والأسعار ترتفع جزافا وتقصم ظهور الطلبة سواء في السكن أو الأدوات والمذكرات والكتب وغيرها ؟ أليس من المنطق أن يواكب هذا الغلاء زيادة في المكافأة؟ .يا عزيزي المسؤول لو وفرت كل جامعة السكن الراقي لطلابها والخدمات الصحية والمكتبية والتخفيضات اللازمة في الكتيبات والمذكرات وعملت كل ما هو لازم لراحة الطلبة فلن تغطي هذه المكافأة في شكلها الحالي وفي هذا الزمن متطلبات الحياة العادية اليومية. .عزيزي المسؤول في وزارة المالية وفي وزارة التعليم العالي وفي كل جهة لها اختصاص بزيادة مكافآت الطلبة لماذا ترفضون جميعا الزيادة أو يرفضها بعض ويوافقها آخرون وفي النهاية تبقى الأمور في فلكها القديم؟ الزيادة ليست من حساباتكم الشخصية بل هي من ثروات الوطن الذي يمثل الطلبة فيه جزءا كبيرا وهاما وحساسا في المستقبل فلماذا المكابرة بالرفض ؟ .أخيرا لو كانت الجهات المعنية بالأمر حريصة على الزيادة صدقا وحقا لأسرعت بخطوات تنفيذه ومبررات تلك الزيادة والذهاب بها لقيادتنا الرشيدة التي ستلزم وزارة المالية الرافضة بالتنفيذ بمرسوم وقرار ملكي ولكن..لا أعرف ما أقول..