فرح ذلك المواطن بمجرد ظهور اسمه ضمن قائمة الأشخاص الذين تم قبولهم في تلك الوزارة ليصبح أحد كوادرها الوظيفية بعد أن حارب أشد محاربة للحصول على ذلك المؤهل الذين ضمن له بعد توفيق الله عز وجل هذه الوظيفة. وكانت المفاجأة التي واجهته أن تلك الوزارة قامت بتعيينه خارج أرضه ومسقط رأسه لمدينة أخرى تبعد مئات أو آلاف الكيلو مترات عن أسرته وأصبح في حيرة من أمره وبدأ يطرح العديد من الأسئلة على نفسه وعلى المقربين منه حتى أصبحت هاجسا مخيفا يلاحقه من غربة تنتظره في العادات والأساليب والتعاملات،وإن قال قائلهم لا غربة في الوطن! لا يقف الأمر عند هذه النقطة فحسب،بل أن بعض الإدارات التابعة للوزارة التي ألتحق بها قد تؤخر إجراءات وموقع مباشرته الأمر الذي يجعله يحزم حقائبه سريعا ليرحل عن منطقته وأسرته إلى تلك المنطقة الجديدة التي يبدأ به حياته الجديدة وهي الحياة العملية وهموم العمل ومشاكله وإيجابياته وسلبياته وجميع الأمور التي يعرفها الجميع بلا شك. ومن هنا تبدأ أزمة هذا الموظف في بدايتها ففي هذه المنطقة الجديدة يبدأ يبحث عن مسكن يؤويه ويأخذ قسطا من الراحة فيه بين الفينة والأخرى.ويفاجأ أشد مفاجأة بأسعار مرتفعة وخدمات رديئة و استغلالات عجيبة من أصحاب العقار.ونظرا لعدم معرفته بالمنطقة فإنه بحثه عن المسكن محدود في مناطق محدودة قد يلجأ للجوء إليها بالرغم من ارتفاع أسعارها ومحدودية ميزانيته الشخصية وتأخر الوزارة في صرف بدل التعيين أو راتب شهر مبكر أو بدل سكن أو "فزعة" على أقل تقدير. ولا تسأل عن كيفية استقرار ذلك الموظف وراحته وسط هذه الظروف إن لم يكن يحمل كاهل الصرف على أسرة أو أسرتين تركها خلفه وأصبح يعاني من صعوبة إحضارهم أو التواجد بجوارهم عن طريق النقل،ومعاناة أخرى لا يعلمها إلا الله. إنني أطالب جميع الوزارات بالعمل على راحة موظفيها حتى يبدعوا في أعمالهم بتوفير السكن لهم إن أمكن ولو لفترة محدودة تصل لأربعة أشهر مع إمكانية زيادتها حتى يحصل على مسكن مناسب يؤويه وصرف بدل سكن لمن لا يملك سكنا وإرشاد الموظفين القادمين من خارج المنطقة وتعريفهم على المنطقة بشكل واسع حتى لا يتعرضوا للاستغلاليين ومن هم على شاكلتهم،أو توفر جميع الوزارات مساكن لموظفيها تقوم بإسكان فيها أثناء تواجدهم على رأس العمل ومساعدتهم على تملك مسكن لهم. خاتمة: من يريد الإبداع والتميز في وزارته فليعمل على راحة موظفيه وحل أزماتهم التي يواجهونها وحينها سيبدع موظفو تلك الوزارة بصورة منقطعة النظير..