لقد سمعتُ وقرأتُ العديد من قصص المخدرات الواقعية المؤلمة وذلك بحكم عملي كمعالج في هذا المجال لفترة طويلة فهناك من قدم عرضه وشرفه رخيصاً للمروجين ومنهم من انتهك عرض محارمه واغتصب امه أواخته أو ابنته ومنهم من ضرب أو حرق أو قتل والديه أو أحد افراد اسرته أو جميعهم ومنهم من انتحر أو قتل نفسه بالمخدر ومنهم من سرق أو تسول لتوفير ثمن المخدر ومنهم من طلق ورمل زوجته وهدم أسرته وشتت أطفاله ومنهم من فُصل من دراسته أو وظيفته ومنهم من أفنى زهرة شبابه وضيع سنوات طوال من عمره في السجن وغير ذلك من العواقب الوخيمة المترتبة على تعاطي المخدرات والادمان عليها . ومن آخر تلك القصص المأساوية المؤثرة التي سمعتها من الداعية المعروف غرم البيشي ، في احدى القنوات الفضائية والتي بكى فيها وأبكى الحضور من هولها ومن المعاناة المريرة التي عاشتها أسرة المدمن حيث سردت والدته مأساتها مع ابنها الذي أقدم على تعاطى المخدرات بشكل يومي مما أثر على سلوكه السلبي مع والدته حيث كان يأمرها بخلع ملابسها تحت تهديد السلاح ( الرشاش ) ولم يكتف بذلك بل ويجبرها على الخروج إلى فناء المنزل عارية تماماً والتجول فيه وهو يمشي خلفها مشهراً سلاحه ، فبالله ما تلك الحياة الكئيبة التي عاشتها هذه الأم المغلوبة على أمرها ولا حول ولا قوة إلا بالله فلكم أن تتصوروا فرحتها الغامرة عندما قبض على فلذة كبدها وأودع السجن . فيا أخي الحبيب ألم يأن لك تجنب المخدرات امتثالاً لأمر ربك القائل : ( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ، إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون ) . أخصائي اجتماعي أول عبدالرحمن بن حسن جان