خامساً: السفر إلى خارج البلاد: وهذه طامة كبرى وقع فيها بعض الشباب، ممن عايشوا واقع هذه البلاد ورأوا أحوالها وما فيها من الفتن، وتيسر الحصول على كل شيء بالمال، وقد حرص أعداء الإسلام على إغوائهم فوقع الكثير منهم في شراك العهر والمخدرات، فإذا رجع إلى بلاده بحث عنها بكل وسيلة ولو دفع كل ماله من أجل الحصول عليها. سادساً: العمالة الوافدة: فهم إلا ما رحم الله منهم يأتون إلينا بعادات وتقاليد وأخلاق مخالفة لواقع مجتمعنا، وما يأتي به هؤلاء من المخدرات لبيعها داخل بلادنا وخاصة ممن يأتون من بلاد الكفر والعهر والإباحية، فعاد ذلك على شبابنا بالشر المستطير. سابعاً: الفقر وقلة ذات اليد: فحينما لا يجد الشاب في بيته ما يكفيه لغذائه وملبسه، ولا يجد من يعينه على أمور حياته الضرورية، ولا يحصِّل فرصة العمل التي تتيح له بناء حياة كريمة يهرب من البيت إلى خارجه فتتلقفه الأيدي الآثمة الخبيثة لتوقعه في براثن المخدرات، فيتعاطى ثم يكون بائعاً ومروجاً لها بعد ذلك. ثامناً: التقليد الأعمى ومجاملة الآخرين: وخاصة في حياة المراهقين، فهم يقلدون من يحبونه ويعتبرونه مثلهم الأعلى ولو كان من الفجار والفاسقين، ومن أسوأ صور التقليد تقليد متعاطي المخدرات، ومروجها، والذي يتاجر فيها فينساق وراء هذا التقليد حتى يجد نفسه سائراً في ركبهم واقعاً في براثنهم، فتحيط به الهموم والمشكلات، ويقع في المنكرات والمحظورات. تاسعاً: سعي البعض وراء الأفكار الكاذبة عن المخدرات: فتجد البعض من الناس يسمعون بعض الأفكار عن المخدرات وخاصة في الجانب الجنسي، فيظن أنها تقوي الجنس وتجلب المتعة والسرور، وتلك والله أفكار كاذبة، فالمخدرات عكس ما يتصور كل من سمع هذه الأفكار، فتجد من وقع فيها قد جلب لنفسه الحزن والشقاء، فربما خسر زوجته وأولاده، وربما جلب لزوجته الضرر العظيم الحسي والمعنوي، وأثر بحاله على أولاده فكان بئس الأب لهم. فهذه يا عباد الله أبرز الأسباب التي تؤدي بصاحبها إلى الوقوع في براثن المخدرات وغيرها كثير. ولو نظرنا لحال من يتعاطى المخدرات لوجدناه مضيعاً لحقوق الله من صلاة وزكاة وصيام وحج وغير ذلك من العبادات، ونراه أيضاً مضيعاً لحقوق نفسه فيهلكها، ويدمر حياته بيده، ويشوه سمعته، ويترك عمله، ويضيع بيته وأولاده، ويقطع رحمه وجيرانه، وغير ذلك كثير مما يعيشه من يتعاطى المخدرات أو يتاجر فيها. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ] فلقد أوجب الله تعالى حفظ الضرورات الخمس، وهي الدين والنفس والعقل والعرض والمال، والمخدرات تهدم هذه الضرورات وتقضي عليها لأن من آثارها المحسوسة أن متعاطيها يضيع الصلاة والصيام وسائر الأعمال، ويرتكب أشد المنكرات دون خجل أو حياء.