إرض بالقليل , ليأتيك الكثير .. ( مقولة هامة ومفيدة جدا ) , إلا أنها تعكس تماما عما هو حاصل في جيلنا الحالي أولما نشاهده اليوم , وهو بأن البعض من شباب هذا الجيل وخاصة من حديثي التخرج سواء أكانوا من الكليات أو المعاهد أو حتى الجامعات أو أو إلخ , وحينما يبحث البعض منهم على فرص عمل ( أو ظيفة ما ) , فلا يقبلها أو ليرضى بها , إلا بما يريده هو أو كما يقال بأنه لا يريد التفصيل إلا بمزاجه وهواه , ولهذا فتجد البعض منهم يتشرط على ما قد كتبه ورزقه الله له , ويتذمر من رزقه بدلا من أن يحمد الله ويشكره ويرضى بقليله أو بأي عمل أو بأي شي , وحتى يصل أو لينال و يحقق ولو بالجزء البسيط لما قد كان يحلم به أو قد كان يريده من قبل . إن لفي هذه المقولة فوائد تحملها لمن أراد هو لأن يحفظها ويعمل بها , وخاصة في تفسيرها أولا ولما قد تدل عليه أو تحتويه في معانيها , ولما لها أيضا من تطبيق وأثر واضح لدى أو لكل من تحققت له أو معه كل شي في مصداقيتها , فاسألوا أهل الخبرة والتجارب والمعرفة ولمن طبقها أو طبقت لديهم هذه المقولة , ولا تشاهدوهم من بعيد إن كانوا هم أو ظهروا عليكم أو حتى أصبحوا اليوم في أعلى المراكز والطبقات , ولكن شاهدوهم عن قرب لتكون الصورة أوضح بالنسبة لكم , فتقربوا منهم و أعرفوا عن ماضيهم أولا بكيف بدأ أو بدؤه وكيف كان ؟ ومن ثم بكيف وصلوا إلى ماهم عليه اليوم ؟ وحتى تقارنوا بين يومهم هذا وبين ما كانوا عليه من قبل . وباختصار .. فمن كان يريد بأن يعرف ولو لبعض ممن قد تنطبق عليهم هذه المقولة فتكفي لأن تكون عظيمة في مصداقيتها وتصديقها دون أن نكذبها , ولا تسألوا بتاتا ممن قد استهانوا بها أو كذبوها , بدليل قاطع وهو بأنهم قد بقوا على حالهم بل ومازالوا في نفس مراكزهم والتي لم ولن تتغير بتاتا , لأنهم لم يرضوا أو ليكونوا راضين أصلا بحياتهم أو بأعمالهم التي قد نالوها مسبقا , وهم بذلك لم يعملوا بهذه المقولة المفيدة والتي بقيت بل ومازالت سهلة في الحصول عليها أو في اقتنائها لدى الجميع , أو لأي شخص كان أو مازال يريد حقا لأن يصل إلى أعظم وأرفع وأعلى المراكز والطبقات , أو أراد لأن يحقق لماكان يحلم به , ( لأنها مجانية ) , ولكنها صعبة أو تصعب علينا في تطبيقها , فهي تريد منا الجهد والاجتهاد والعمل والمثابرة والتصبر على كل ما قد يصلنا أو وصلنا من أعمال شاقة أو كانت علينا في بادئ الأمر صعبة ومتعبة , ولكنها أيضا ومن المؤكد بأن تكون نكهتها جميلة جدا ورائعة وممتعة في تذوقها لنجني من ثمرها في نهاية المطاف , خاصة وبعدما يتم تطبيقها بالشكل الدقيق والتام . وختاما .. لنرضى دائما وأن نؤمن بعد إيماننا بالله أولا ثم بهذه المقولة الحقيقية من الداخل , ولما قد تحمله لنا من فائدة وعظمة ومنفعة ماكانت في بادئ الأمر إلا مخفية عنا , و قد تكون أيضا سهلة وغير مجدية بنا أو بالتفكير بها من الظاهر , ولهذا فلم يعرف قدرها وحجمها إلا لمن قد عمل بها وطبقها بالحرف الواحد , وعليه .. فلربما اليوم قد ترضى لأن تكون مراسلا , حتى وإن كنت بسيطا في كل شي سواء في مالك أو عملك أو درجة علمك أو شهادتك , إلا أنك قد رضيت بما قد قسمه الله ورزقك به بعد صبر وطولة بال , كذلك وبعد مثابرة واجتهاد , فسوف تصل حتما وبمشيئة الله تعالى إلى أعلى المراكز والطبقات , وسيعطيك الله الكثير بعدما قد قبلت ورضيت من قبل بقليله , لهذا فاحمدوا الله واشكروه دائما وأبدا على نعمه وفضله ورزقه , وعلى ما قد رزقه وأنعمه علينا , واصبروا وصابرو فإن مع العسر يسرا , وأقبلوا بالقليل حتى وإن كان مرا , لكي تنالوا بعده الكثير و يدوم حلوا . سامي أبودش كاتب سعودي . http://www.facebook.com/samiabudash